أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو مستعدة للالتزام بمعاهدة الحد من الأسلحة النووية الموقعة مع الولايات المتحدة لمدة عام إضافي بعد انتهاء سريانها في فبراير المقبل، شرط موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اتخاذ الخطوة ذاتها، بحسب رويترز.
جاء إعلان بوتين خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي، حيث أكد أن روسيا ستواصل الالتزام بالقيود الكمية الأساسية المنصوص عليها في معاهدة “نيو ستارت” لعام واحد بعد الخامس من فبراير 2026.
وأوضح الرئيس الروسي أن هذا الإجراء يهدف إلى دعم جهود عدم انتشار الأسلحة النووية عالميا وللمساهمة في تحفيز الحوار مع واشنطن بشأن اتفاق بديل يخلف المعاهدة الحالية.
بوتين يشترط موافقة واشنطن على اتباع النهج ذاته
واشترط بوتين موافقة واشنطن على اتباع النهج ذاته، مؤكدا أن “هذا الإجراء لن يصبح قابلا للتطبيق إلا بشرط أن تتصرف الولايات المتحدة بطريقة مماثلة ولا تتخذ خطوات تقوّض أو تنتهك توازن إمكانات الردع القائمة”.
وأضاف أن روسيا ستتخذ قرارا بشأن الاستمرار في هذه القيود الطوعية بناء على تحليل الوضع بعد مرور عام.
وحذر بوتين من أن نشر مكونات نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في الفضاء قد يقوّض جهود روسيا للحفاظ على الوضع الراهن في مجال معاهدة “ستارت”.
وأمر الأجهزة المعنية بمواصلة مراقبة الأنشطة الأمريكية عن كثب، خاصة فيما يتعلق بترسانة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
الرد الأمريكي الأولي على مقترح بوتين
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس ترامب على علم بالاقتراح الروسي.
وقالت ليفيت للصحفيين: “الرئيس على علم بهذا الاقتراح وسأترك له التعليق عليه لاحقا،أعتقد أنه يبدو جيدا، لكنه يرغب في التحدث عن هذه القضية شخصيا”، وأكدت أن ترامب سيصدر ردا تفصيليا على الاقتراح الروسي في الأيام المقبلة.
أهمية معاهدة “نيو ستارت”
وتعد معاهدة “نيو ستارت” آخر اتفاقية متبقية لمراقبة الأسلحة النووية بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، ووقع الاتفاق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ونظيره الروسي دميتري ميدفيديف عام 2010، ودخل حيز التنفيذ في فبراير 2011.
وتحدد المعاهدة عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية والصواريخ والقاذفات التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا نشرها.
وبموجب الاتفاق، تلتزم موسكو وواشنطن بنشر ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا استراتيجيا و700 من الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل كحد أقصى.
وقد تم تمديد المعاهدة لمدة خمس سنوات في فبراير 2021 بعد تولي الرئيس السابق جو بايدن منصبه، لكن بوتين أعلن في فبراير 2023 تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة، وإن كانت موسكو أكدت أنها لن تنسحب منها بالكامل.