وجّهت النيابة العامة في العاصمة النمساوية فيينا اتهامات رسمية بارتكاب جرائم حرب وتعذيب إلى العميد السابق في استخبارات سوريا “نظام الأسد المخلوع”، خالد الحلبي (62 عاماً)، المعروف بلقب “جلاد الرقة”، بعد ملاحقة استمرت أكثر من 12 عاماً. وتضمن التقرير الصحفي أن الحلبي كان عميلًا مزدوجًا للموساد الإسرائيلي، وقد بقي مخفيًا في أوروبا تحت حماية من المخابرات الإسرائيلية والنمساوية، قبل اعتقاله في ديسمبر 2024، بعد تعقبه عبر صورة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي في بودابست. بحسب نيويورك تايمز.
التهم الموجهة للعميد خالد الحلبي
اتهم الحلبي بارتكاب التعذيب وجرائم الحرب في مدينة الرقة خلال الفترة 2011-2013، عندما كان رئيس فرع أمن الدولة (335) في الرقة وهو من السويداء. شملت التحقيقات ممارسات تعذيب ممنهجة نحو محتجزين في فرعه، تضمنت ضربات مبرحة، صعق كهربائي، واعتقالات تعسفية. كما وُجهت اتهامات للمقدم مصعب أبو ركبة، الذي خدم في فرع الأمن الجنائي بالرقة، لكن وضعه القانوني لا يزال غير واضح.
رحلة الهروب والدعم الاستخباراتي
هرب الحلبي من سوريا عام 2013 متجهاً عبر تركيا إلى باريس، حيث كان يعمل في البداية كمنشق موثق للجرائم. لكنه اختفى عام 2015، وتم تهريبه عبر أوروبا بواسطة ضباط من الموساد والاستخبارات النمساوية حتى وصل إلى فيينا. هناك، حصل على اللجوء وأُسكن في شقة ممولة من الموساد. في 2016، قدمت لجنة العدالة والمساءلة الدولية ملف القضية إلى النمسا، التي اشتبهت في دعم المخابرات النمساوية له.
المحاكمة والمواقف الرسمية
في 2023، حوكم خمسة مسؤولين نمساويين بتهمة تسهيل لجوء الحلبي، من بينهم ضباط استخبارات، وبعضهم برئ لاحقًا بسبب نقص الأدلة. وكشفت التحقيقات أن رئيس جهاز المخابرات النمساوي أبرم صفقة مع إسرائيل عام 2015 لتأمين إقامة الحلبي مقابل معلومات سرية. في المقابل الحكومة الإسرائيلية والموساد لم يعلقا على هذه الاتهامات.
شهادات الضحايا وتأثير المحاكمة
قدم نحو 21 ضحية شهاداتهم حول جرائم الحلبي، حيث وصفوا جلسات تعذيب متواصلة في مكتبه، شملت اعتقالات وتعذيب بالصعق والضرب المستمر، وترويعهم لتسليم أسماء الناشطين. من بين الناجين عبادة الحمادة، طبيب وناشط في الثورة، الذي تعرض لتعذيب قاسٍ. كما تحدث محامي حقوق الإنسان أسعد الموسى عن تعرضه للتعذيب والاحتجاز على يد قوات الحلبي. والتقى البعض منهم الحلبي في مخيم للاجئين في النمسا، ما أثار مشاعر الألم والغضب بسبب فراره من العقاب رغم قسوة جرائمه.
المحاكمة توفر فرصة تاريخية للضحايا لمواجهة جلاديهم، وتسلط الضوء على تعقيدات حماية مجرمي الحرب والهروب عبر الشبكات الاستخباراتية المعقدة




