شهدت منصة مشاركة الملفات WeTransfer موجة انتقادات واسعة في الأيام الأخيرة، بعد كشف بعض المستخدمين عن تغييرات مثيرة للجدل في شروط الخدمة، ما أثار تساؤلات حول مصير خصوصية ملفات المستخدمين وإمكانية عرضها أو استخدامها لأغراض أخرى دون إذن صريح.
ما الذي حدث؟
- في نهاية يونيو 2025، حدّثت WeTransfer شروط الخدمة، وأضافت نصوصًا تمنح الشركة حقوقًا موسّعة في التعامل مع ملفات المستخدمين، مثل “الحق في نسخ، تعديل، توزيع، إنشاء أعمال مشتقة من المحتوى، وحتى استخدامه لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي أو تطوير خدمات جديدة”.
- بحسب النسخة الأولى من الشروط المعدّلة، كان واضحًا أن المستخدمين يمنحون المنصة ترخيصًا عالميًا أبديًا، بدون مقابل، لاستخدام المحتوى بأي غرض تراه الشركة مرتبطًا بتطوير خدماتها.
- سادت مخاوف من أن المنصة قد تُخزّن الملفات علنًا أو تشاركها لأغراض تجارية أو تقنية، ما شكّل تهديدًا للخصوصية خصوصًا للمشاريع الإبداعية وملفات العمل المحمية باتفاقيات عدم إفشاء.
كيف ردّت WeTransfer على الاعتراضات؟
- أدت الضجة وانتقادات المستخدمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تراجع WeTransfer سريعًا وتصحيح الشروط المثيرة للجدل.
- قامت الشركة بحذف الإشارات الصريحة لإمكانية استخدام الملفات في “تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي”، وأكدت في بيان رسمي أنها “لا تبيع ملفات المستخدمين ولا تستخدمها في أغراض الذكاء الاصطناعي أو تدريب أي نظام ذكاء صناعي، ولا تعرضها للعلن أو تسلّمها لأي طرف ثالث”.
- أوضحت أن اللغات الجديدة كان هدفها توسيع الترخيص لتطوير خدمة المنصة نفسها وتسهيل استخدام تقنيات مستقبلية لم تفعّل بعد (مثل تحسين أدوات مراقبة المحتوى الضار)، وليس لاستغلال محتوى المستخدمين ضمن مشاريع خارجية.
Advertisement
هل هناك مخاطر فعلية على خصوصية ملفات المستخدم؟
- بعد التعديلات الأخيرة، اقتصرت حقوق WeTransfer على “استخدام الملفات لتشغيل الخدمة وتطويرها، وفقًا لسياسة الخصوصية وملفات الكوكيز”، دون أن يحق لها استغلال الملفات أو عرضها علنًا أو تسليمها لجهات خارجية.
- رغم التطمينات، لا تزال بعض المخاوف قائمة بشأن مرونة الشركة المستقبلية في تعديل الشروط، خاصة مع غياب التشفير التام للملفات في النسخة المجانية للمنصة وتاريخ حدوث خروقات أمنية سابقة.
ملخص – هل ملفات المستخدم في خطر؟
- لا يتم عرض ملفات المستخدم عشوائيًا للعلن من خلال WeTransfer (بعد التعديلات الأخيرة).
- رغم تراجع الشركة عن البنود الأخطر، ينصح الخبراء بعدم إرسال أي ملفات حساسة أو محمية عبر منصات نقل ملفات لا تتيح التشفير القوي والواضح، والحرص على قراءة شروط الخدمة وتحديثاتها بشكل منتظم، خصوصًا لدى مزودي الخدمات المجانية.
- تُوصى الجهات التي تتطلب سرية عالية (كمكاتب المحاماة والمصممين والشركات) بالنظر في حلول بديلة أكثر أمانًا للملفات بالغة الحساسية.
تظل قضية WeTransfer مثالًا حيًا على أهمية الضغط المجتمعي في حماية بيانات المستخدمين، وضرورة الشفافية المطلقة عند تحديث شروط الخدمة في أي منصة رقمية.
