رئيس شركة يستبدل 150 موظفاً بالذكاء الاصطناعي

رئيس شركة يستبدل 150 موظفاً بالذكاء الاصطناعي وسط انتقادات حادة بعد كشف شراء طائرته الخاصة بـ75 مليون دولار.

فريق التحرير
فريق التحرير
رئيس شركة يستبدل 150 موظفاً بالذكاء الاصطناعي

ملخص المقال

إنتاج AI

أعلنت أتلاسيان عن تسريح 150 موظفًا، مبررة ذلك بالتحول نحو الذكاء الاصطناعي وتحسين تجربة العملاء. يأتي هذا القرار في ظل انتقادات لطريقة التسريح وشراء الرئيس التنفيذي لطائرة خاصة، بينما تدافع الشركة عن دمج الذكاء الاصطناعي وتؤكد أنه ليس بديلاً مباشرًا للوظائف.

النقاط الأساسية

  • أتلاسيان سرحت 150 موظفًا بسبب دمج الذكاء الاصطناعي وتحسين تجربة العملاء.
  • الشركة نفت استبدال الوظائف بالذكاء الاصطناعي مباشرةً، لكنها اعترفت بدمجه في الدعم.
  • تزامن التسريح مع انتقادات لشراء المؤسس طائرة خاصة بقيمة 75 مليون دولار.

أعلن مايك كانون-بروكس، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة البرمجيات الأسترالية أتلاسيان، عن تسريح 150 موظفاً من خلال مقطع فيديو مسجل مسبقاً، مبرراً هذا القرار بالحاجة لاستبدالهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

أرسل كانون-بروكس الفيديو المعنون “إعادة هيكلة فريق خدمة العملاء: قرار صعب لمستقبلنا” إلى الموظفين صباح الأربعاء الموافق 30 يوليو 2025، حيث أبلغهم بتسريح 150 موظف من فرق خدمة العملاء والدعم الفني. لم يكشف الفيديو عن أسماء الموظفين المتضررين، بل طلب منهم انتظار 15 دقيقة إضافية للحصول على رسالة بريد إلكتروني تحدد مصيرهم الوظيفي.

تفاصيل عملية التسريح المثيرة للجدل

وفقاً لتقارير إعلامية موثوقة، لم يبد كانون-بروكس في الفيديو أن القرار كان صعباً، بل قال إن التسريح سيتيح للموظفين “إمكانية الوداع”. تم حظر أجهزة الكمبيوتر المحمولة للموظفين المسرحين فور انتهاء الاجتماع، مع حصولهم على مكافأة إنهاء خدمة مدتها ستة أشهر من الراتب.

أشارت التقارير إلى أن معظم الموظفين المتضررين من العمليات الأوروبية للشركة، حيث أوضح كانون-بروكس في الفيديو صعوبة تسريح الموظفين الأوروبيين بسبب الترتيبات التعاقدية، لكنه أكد أن الشركة قد بدأت بالفعل في السير نحو هذا الاتجاه.

موقف الشركة من الذكاء الاصطناعي

Advertisement

نفت شركة أتلاسيان في بيان رسمي أن الوظائف يتم استبدالها مباشرة بالذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن التسريح جاء نتيجة “تطوير تجربة العملاء عبر منصتها وأدواتها، مما أدى إلى انخفاض كبير في احتياجات الدعم”. وأضافت الشركة أن “هذه الأدوار لا يتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي” بل أن العملاء أصبحوا يحتاجون مساعدة أقل بسبب التحسينات في المنصة والأدوات.

لكن الشركة اعترفت بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في نموذج الاتصال بالعملاء، حيث سيتفاعل بعض العملاء مباشرة مع أدوات الدعم المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

دفاع سكوت فاركوهار عن الذكاء الاصطناعي

في اليوم ذاته الذي أُعلن فيه عن التسريحات، ظهر سكوت فاركوهار، الشريك المؤسس الآخر في أتلاسيان، أمام النادي الصحفي الوطني الأسترالي للترويج للإمكانيات التحويلية للذكاء الاصطناعي. قال فاركوهار: “الذكاء الاصطناعي سيغير أستراليا. يجب على كل شخص استخدام الذكاء الاصطناعي يومياً في أكبر عدد ممكن من الأشياء”.

أضاف فاركوهار أن “مثل أي تقنية جديدة، ستبدو محرجة في البداية، لكن يجب على كل رجل أعمال وكل قائد أعمال وكل قائد حكومي وكل بيروقراطي استخدامها”. وأوضح أن التسريح الجماعي كان بسبب عدم الحاجة إلى فريق خدمة العملاء بنفس السعة السابقة، حيث أن العملاء الكبار يحتاجون دعماً أقل تعقيداً بعد الانتقال إلى الحوسبة السحابية.

جدل الطائرة الخاصة بقيمة 75 مليون دولار

Advertisement

أثار التوقيت المثير للجدل لإعلان التسريحات انتقادات واسعة، خاصة بعد كشف تقارير إعلامية عن شراء كانون-بروكس طائرة خاصة من طراز بومبارديير جلوبال 7500 بقيمة تزيد عن 75 مليون دولار في مارس الماضي.

دافع كانون-بروكس، الذي تقدر ثروته بـ 13.9 مiliard دولار، عن شراء الطائرة في منشور عبر موقع لينكدإن، قائلاً: “لا أنكر أن لدي صراعاً داخلياً عميقاً حول هذا الأمر”. وأضاف أن الأمن الشخصي كان السبب الأساسي، بالإضافة إلى ضرورة إدارة أعمال عالمية من أستراليا والبقاء “أباً حاضراً باستمرار”.

اعترف كانون-بروكس بأن الطيران الخاص “طريقة مكثفة الكربون للسفر” لكنه زعم أنه يطبق “نظاماً كربونياً صارماً للغاية لجميع رحلاته الجوية” بما يشمل استخدام تقنيات التقاط الهواء المباشر والوقود المستدام.

اتجاه صناعي أوسع نحو الأتمتة

تأتي تسريحات أتلاسيان ضمن اتجاه أوسع في صناعة التكنولوجيا نحو تقليل القوى العاملة لصالح الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. كانت شركات مثل إنتويت قد سرحت 1800 موظف “لإعادة توزيع الاستثمارات الإضافية” في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي، بينما سرحت سيسكو 6000 موظف مع إدراج الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كأحد الدوافع.

حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مؤخراً من أن فئات وظيفية كاملة، بما في ذلك أدوار دعم العملاء التي تضررت في أتلاسيان، قد تختفي قريباً بسبب الذكاء الاصطناعي. وقال ألتمان: “الآن عندما تتصل بإحدى هذه الشركات، يجيب الذكاء الاصطناعي. إنه مثل شخص فائق الذكاء وقادر. لا توجد قوائم هاتفية، ولا تحويلات. يمكنه فعل كل ما يستطيع أي وكيل دعم عملاء في تلك الشركة القيام به”.

Advertisement

ردود فعل متباينة من النقابات والخبراء

انتقدت النقابات العمالية الأسترالية طريقة التسريح والأسباب المعلنة. قالت جوليا أنغريسانو، الأمين العام لاتحاد القطاع المالي: “هناك عنصر إنساني في هذا الأمر. لا يمكنك استبدال الموظفين الذين يتعاملون مع العملاء بروبوت وتوقع نفس الخدمة للعملاء”.

يخطط المجلس الأسترالي لنقابات العمال لاستخدام طاولة الإصلاح الاقتصادي المستدامة الشهر المقبل للدعوة إلى اتفاقيات إلزامية تتطلب من أصحاب العمل التشاور مع الموظفين قبل إدخال تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة في مكان العمل.

موقع أتلاسيان في السوق العالمية

تُعد أتلاسيان، التي تأسست عام 2002، شركة برمجيات رائدة عالمياً تشتهر بمنتجاتها مثل جيرا وكونفلوينس لإدارة المشاريع والتعاون. توظف الشركة أكثر من 12000 شخص حول العالم، مما يجعل تسريح 150 موظف يمثل حوالي 1.25% من إجمالي القوى العاملة.

تستمر الشركة في التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في عملياتها التجارية، حيث دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي في حلول الاتصال بالعملاء كجزء من التحول الرقمي الأوسع نحو الأتمتة.

Advertisement

أشار تقرير حديث نشرته أتلاسيان إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد المطورين في توفير حوالي عشر ساعات أسبوعياً، لكن “أوجه القصور التنظيمية” تعني أن العديد من الموظفين ما زالوا يعانون من العبء الزائد في العمل.

هذه التطورات تسلط الضوء على التحديات المعقدة التي تواجهها الشركات والعمال على حد سواء في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى المؤسسات لتحقيق الكفاءة والربحية بينما تثير قرارات التسريح والأتمتة قضايا أخلاقية واجتماعية مهمة.