أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستطلب من الولايات المتحدة فرض مزيد من العقوبات على روسيا وتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى إذا رفضت موسكو المبادرات الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
قال زيلينسكي إن أوكرانيا تؤيد هدنة مؤقتة خلال عيد الميلاد، خصوصًا لوقف استهداف البنية التحتية للطاقة.
هذا التصريح جاء عقب مباحثات مكثفة في برلين مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف (المبعوث الخاص لترامب) وجاريد كوشنر (صهر الرئيس الأمريكي)، ضمن خطة تسوية سياسية تقترحها إدارة ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022.
خلافات وصعوبات تفاوضية
رغم الأجواء الإيجابية التي وصفها زيلينسكي بـ”التقدم الحقيقي”، فقد بقي الخلاف قائماً حول مسألة السيادة والأراضي المحتلة.
قال زيلينسكي صراحة: “هناك قضايا معقدة، وخصوصاً تلك المتصلة بالأراضي، فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة” — في إشارة إلى رفض كييف التنازل عن أي أراضٍ لموسكو ضمن صفقة السلام المقترحة.
موقف واشنطن وترامب
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المكتب البيضوي أن التوصل إلى اتفاق سلام “أقرب من أي وقت مضى”، مؤكدًا إحراز تقدم فعلي بعد مباحثات مع زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين.
وتحولت خطة ترامب تدريجياً إلى إطار متعدد الأطراف يربط بين الضمانات الأمنية والتمويل وإعادة الإعمار، مقابل وقف إطلاق النار وتفاهمات حول الحدود ونزع السلاح.
الدور الأوروبي المتصاعد
في موازاة ذلك، أصدر قادة 11 دولة أوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبولندا، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بياناً مشتركاً من برلين يقضي بما يلي:
- تشكيل قوة متعددة الجنسيات قوامها يصل إلى 800 ألف عنصر لدعم الاستقرار في أوكرانيا بعد وقف الحرب.
- إبقاء القوة الأوكرانية في زمن السلم عند نفس العدد (800 ألف جندي).
- إنشاء آلية ضمانات أمنية دائمة ودعم اقتصادي لإعادة الإعمار.
- التأكيد أن هذه القوة ستكون ذات قيادة أوروبية وبـ دعم أمريكي مباشر.
دلالات واستنتاجات
- مفاوضات غير مباشرة مع موسكو: تكشف عن بدء مرحلة ما قبل التفاهم النهائي، رغم غياب إعلان رسمي عن مشاركة روسية في هذه الجولة.
- تصاعد دور ترامب الشخصي في الملف الأوكراني يعكس جهده لتحقيق “اختراق سياسي” يعزز نفوذه الدولي بعد عودته للرئاسة.
- الموقف الأوروبي الموحّد يشير إلى حرص القارة على منع حرب طويلة الأمد تهدد أمنها وطاقتها.
- ملف الأراضي الأوكرانية يبقى العقبة الأكبر أمام أي اتفاق، إذ لا تزال كييف ترفض الاعتراف بالسيطرة الروسية على خيرسون ودونيتسك ولوغانسك والقرم.




