في خطوة جريئة ومبتكرة، اشترى شقيقان من مدينة الباسو في ولاية تكساس طائرة بوينغ 727 مهجورة مقابل 10 آلاف دولار، في إطار خطة طموحة لتحويل هذه الطائرة المتقاعدة إلى مشروع تعليمي وسياحي فريد من نوعه.
طائرة بوينغ 727 مهجورة تتحول إلى حلم واقعي
إسماعيل وجون لارا، وهما يعملان في مجال التعليم، قررا استثمار خبرتهما وشغفهما في مشروع يحمل اسم “هانغار هانغاوت”. تعود الطائرة إلى عام 1966، وكانت تستخدم لنقل 129 راكباً قبل أن تتحول إلى جزء من نظام “كون إير” لنقل السجناء، ثم تُركت مهجورة في مطار الباسو لعقود.
تاريخ طويل لطائرة بوينغ 727 مهجورة
بعد استخدامها من قبل المارشال الأمريكي، آلت ملكية الطائرة لشركة “بلو فالكون”، التي توقفت عن سداد رسوم الوقوف بعد وفاة مديرها في حادث مأساوي عام 2015. في عام 2021، أعلنت مدينة الباسو الطائرة كأصل مهجور، وطرحتها للبيع في مزاد إلكتروني في يناير 2025.
شارك في المزاد 56 شخصاً، وفاز الأخوان لارا بالصفقة بفارق 20 دولاراً فقط عن أقرب المنافسين. هذا النجاح لم يكن الأول لهما، إذ سبق لهما إعادة تأهيل حافلات ومرافق مهجورة ضمن مشاريع سابقة.
تحديات لوجستية وتقنية في مشروع طائرة بوينغ 727 مهجورة
رغم السعر المتواضع للطائرة، فإن تكلفة نقلها وترميمها تُقدر بـ250 ألف دولار. أوضح إسماعيل لارا أن تفكيك الطائرة يتطلب خبرات هندسية عالية، خاصة وأن تصميمها من الستينات يتضمن أنظمة معقدة. وقد بدأ بالفعل فريق صغير العمل على تفكيك المحركات والأجنحة والمقدمة في مايو 2025.
خطط مستقبلية للمشروع وتطلعات تعليمية
ينوي الأخوان نقل الطائرة إلى أرض يملكانها في منطقة “ريد ساندز”. ويهدفان إلى تحويلها إلى مركز تعليمي يحتوي على محاكي طيران، ومقهى، وصالة استقبال. كما يخططان لتزيينها بفنون محلية لإضفاء الطابع الحيوي عليها.
يؤكد إسماعيل، الحاصل على ماجستير في التعليم الثنائي اللغة، أن الهدف الأساسي هو خلق مساحة تعليمية وترفيهية فريدة من نوعها، لتكون محطة جذب للمارة في المنطقة الشرقية من الباسو.
برنامج “كون إير” وسياق تاريخي لطائرة بوينغ 727 مهجورة
تمثل هذه الطائرة جزءاً من تاريخ نظام JPATS لنقل السجناء، والذي تأسس عام 1985 ويعد اليوم الأكبر عالمياً في مجاله. يستخدم النظام شبكات طيران ونقل بري لنقل أكثر من 265 ألف سجين سنوياً، وكانت هذه الطائرة إحدى وسائل النقل المستخدمة في هذا البرنامج الفيدرالي.
آفاق المشروع والطريق الطويل نحو النجاح
لا تزال التحديات قائمة، أبرزها صعوبة نقل الطائرة وسط أعمال الطرق. يتطلب الأمر قطع جسم الطائرة إلى نصفين وتفكيك أجنحتها، وهي عملية حساسة ومكلفة. لكن الأخوين يظلان متفائلين، ويخططان للاستفادة من المشروع سواء كمزار سياحي أو حتى كمنزل يُعرض للإيجار عبر منصات إلكترونية.
يرى البعض في هذه المبادرة نموذجاً لإعادة التدوير الإبداعي، حيث تحولت طائرة كانت مهمتها نقل السجناء إلى رمز للتعليم والترفيه المجتمعي في تكساس.