عاد الجدل بقوة حول ملكية وقيمة منزل ويليام شكسبير التاريخي في ستراتفورد أبون آفون، بعد العثور على وصية كانت مفقودة منذ أكثر من 150 عاماً، في صندوق غير موسوم بكنيسة “الرولز”. الوصية ظهرت منتصف القرن التاسع عشر ثم اختفت بشكل غامض، إلى أن أعيد اكتشافها مؤخراً مع دراسة أرشيفية دقيقة في بريطانيا.
تشير الوثائق إلى أن شكسبير كان قد اشترى منزل “نيو بليس” عام 1597 مقابل 60 جنيهاً إسترلينياً، وسكن فيه حتى وفاته سنة 1616. تلك الوصية المكتشفة أضافت تفاصيل جديدة حول تركة شكسبير، خصوصاً الشروط الخاصة بانتقال الملكية، وترتيب توزيع الممتلكات بين أفراد عائلته. وأعاد ظهور الوثيقة طرح أسئلة حول من يملك حق الإرث في المنزل، وفتحت المجال لنقاش قانوني وتاريخي حول أهلية الورثة وأحقية المؤسسات الثقافية المحلية في الحفاظ عليه كمعلم تراثي.
الوثيقة تضم توقيعات أصيلة وتفاصيل عن توزيع الممتلكات، وأقر خبراء المتاحف صلاحيتها، وجرى عرضها مؤقتاً في معرض خاص بمتحف شكسبير في ستراتفورد، حيث أثارت نقاشاً شعبياً وإعلامياً حول روايات التركة وأبعادها القانونية والاجتماعية. ويبدو أن اكتشاف الوصية سيؤثر في الجدل الدائر منذ عقود حول الإرث الثقافي لشكسبير وأحقية عائلته أو جهات حكومية أو جمعيات أدبية في إدارة المنزل، خاصة أن عائلة شكسبير المباشرة انقرضت بنهاية القرن السابع عشر دون ورثة مباشرين.
تشير بعض التفسيرات إلى أن ظهور الوصية قد يدفع المحاكم لإعادة تقييم ملكية المنزل واستثمار إرث شكسبير، بينما يرى آخرون أنها تكرّس أهمية الحفاظ على معالم بريطانيا الأدبية في وجه محاولات التخصيص أو البيع التجاري.