تشهد تركيا ظواهر مناخية متطرفة غير مسبوقة هذا الشهر، إذ تزامن تساقط الثلوج في شمال شرق البلاد مع اندلاع حرائق غابات واسعة في غربها، ما يعكس حدة التغيرات المناخية المتسارعة.
تساقط الثلوج النادر في يوليو
في مشهد نادر، غطت الثلوج مناطق واسعة من شرق الأناضول، شملت محافظات ريزي وطرابزون وبايبورت وأرضروم. وصل التساقط إلى ذروته في منطقة أرتوين، حيث تراكمت الثلوج لأكثر من عشرة سنتيمترات.
قال أحد سكان ريزي: “أبلغ من العمر 65 عاماً، ولم أشهد في حياتي تساقط الثلج في يوليو من قبل”. هضبة أوفيت يايلاسي، على ارتفاع 2500 متر، بدت مغطاة بالكامل بالثلوج، بينما تحولت أمطار طرابزون إلى ثلوج بفعل الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
يمتد الشريط الثلجي على طول مئة كيلومتر، ويعكس ظاهرة مناخية متطرفة في توقيت يُعد ذروة فصل الصيف.
حرائق غابات مدمرة في الغرب
في الجهة الغربية من البلاد، اجتاحت الحرائق مقاطعة إزمير وأدت إلى وفاة ثلاثة أشخاص، بينهم رجل إطفاء وعامل غابات.
أجبرت النيران أكثر من 50 ألف شخص على الإخلاء، وتضرر ما لا يقل عن 200 منزل. وحدها منطقة أودامش شهدت احتراق نحو 5000 هكتار، مما يعكس اتساع رقعة الدمار الناجم عن هذه الظاهرة المناخية المتطرفة.
اعتقالات مرتبطة بالحرائق
أعلنت وزارة الداخلية التركية اعتقال 44 شخصاً على خلفية هذه الحرائق، احتُجز عشرة منهم رسمياً. أوضحت السلطات أن أسباباً بشرية مثل استخدام معدات زراعية أو لحام قرب الغابات كانت وراء العديد من هذه الحرائق.
بلغ عدد الحرائق منذ 26 يونيو أكثر من 65 حريقاً، معظمها بفعل الإهمال أو سوء التعامل مع المعدات في المناطق الحرجية، فيما تتواصل التحقيقات مع 15 مشتبهاً إضافياً.
تغير مناخي حاد ومخاوف متزايدة
يرى خبراء المناخ أن هذه الظواهر المتناقضة تؤكد الآثار المباشرة لتغير المناخ الذي يتسبب به الإنسان. إذ تزامن تساقط الثلوج شرقاً مع موجات حر مرتقبة غرباً، حيث يُتوقع أن تصل الحرارة في إزمير إلى 40 درجة مئوية خلال الأيام القادمة.
أظهرت بيانات أوروبية أن تركيا شهدت هذا العام 96 حريقاً أتت على أكثر من 49 ألف هكتار. ويحذر الخبراء من أن استمرار سوء إدارة الأراضي سيزيد من حدة هذه الظواهر في المستقبل.