لقي ما لا يقل عن تسعة أشخاص مصرعهم وأصيب 29 آخرون في حادث سير مروّع وقع صباح الأحد شمال شرق الأرجنتين، إثر سقوط حافلة ركاب من طابقين في نهر يازا بعد اصطدامها بسيارة صغيرة على أحد الجسور في محافظة ميسيونيس، بحسب ما أكدته السلطات المحلية ووسائل إعلام رسمية.
وأوضحت شرطة المقاطعة في بيان رسمي أن الحافلة، التابعة لشركة النقل “صول ديل نورت”، كانت تقل نحو 50 راكباً في رحلة بين مدينتي أوبيرا وبوساداس، عندما فقد السائق السيطرة عليها بعد الاصطدام بسيارة فورد فوكس قادمة من الاتجاه المعاكس عند الساعة الرابعة والنصف فجراً بالتوقيت المحلي، فانحرفت عن مسارها واخترقت الحاجز الحديدي للجسر قبل أن تهوي في النهر.
وأكد وزير الداخلية في الولاية، مارسيلو بيريز، أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال جثث تسعة ضحايا ونقل المصابين إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن حصيلة القتلى “قد ترتفع مع استمرار أعمال البحث”، بينما نقل بعض الجرحى في حالة حرجة إلى العاصمة الإقليمية بوساداس.
وتشارك أكثر من 100 عنصر من فرق الإطفاء والإسعاف في عمليات الإنقاذ التي استمرت ساعات عدة، وسط ظروف مناخية صعبة وضباب كثيف عرقل الرؤية على الطريق السريع Ruta 14، الذي تم إغلاقه بالكامل أمام حركة المرور لحين الانتهاء من انتشال الحافلة وتنظيف الطريق.
وقال هيكتور غونزاليس، وزير الصحة في المقاطعة، إن السلطات تعمل على التعرف على هوية الركاب، إذ لم يكن لدى شركة النقل قائمة ركاب نهائية نظرًا إلى أن الخط يسمح بالركوب والنزول في محطات متعددة، ما يجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق للمسافرين وقت الحادث.
الشرطة الأرجنتينية فتحت تحقيقًا لكشف ملابسات الحادث، وسط ترجيحات أولية بأن قلة الرؤية بسبب الضباب الكثيف وسرعة الحافلة المرتفعة كانتا من أبرز أسباب الكارثة، فيما تم التحفظ على سائق السيارة الصغيرة الذي نجا بإصابات طفيفة تمهيداً لاستجوابه.
ويعد هذا الحادث من أفدح الكوارث المرورية التي شهدتها الأرجنتين هذا العام، ويعيد إلى الواجهة المخاوف حيال سلامة النقل البري في البلاد، التي تسجل سنوياً نحو خمسة آلاف وفاة بسبب حوادث السير، وفق بيانات المرصد الوطني للأمن المروري.




