مسار وتعقيدات الوصول لتسوية سياسية للأزمة في غزة

المساعي لحل أزمة غزة تواجه عقدة الرهائن ونزع سلاح حماس، وسط مقترحات متباينة وضغوط دولية لا تزال محدودة التأثير.

أكمل طه
أكمل طه
حشود من الفلسطينيين ينزحون من شمال قطاع غزة وسط دمار واسع.

ملخص المقال

إنتاج AI

لا يزال الوضع السياسي في غزة معلقًا بسبب الرهائن والمناطق الأمنية المقترحة ونزع السلاح وتوزيع المساعدات. نشرت حماس مقطع فيديو للرهينة أفيتار دافيد، مما أثار غضبًا دوليًا. وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر وساطة لحل الأزمة.

النقاط الأساسية

  • الأزمة السياسية في غزة مستمرة بسبب الرهائن والمناطق الأمنية المقترحة.
  • حماس مستعدة لتسليم مساعدات للصليب الأحمر بشرط فتح إسرائيل للممرات الإنسانية.
  • خطة أمريكية لإعادة إعمار غزة تتضمن نزع سلاح حماس وإطلاق سراح الرهائن.

الأزمة السياسية في غزة لا تراوح مكانها، فمع كل موعد يلوح في الأفق للحل، لا يلبث أن يتلاشى بسرعة.

بحسب مراقبين لا تزال العقدة الأكبر هي الرهائن، بالإضافة للمناطق الأمنية المقترحة من قبل إسرائيل لتمركز جيشها، وبالنسبة لحركة حماس فإن ملف توزيع المساعدات أيضاً يشكل معضلة تحتاج لحل غير مقترح مؤسسة غزة التي تدعمها كل من واشنطن وتل أبيب، وكذلك الملف الأهم وهو نزع سلاحها.

مقطع فيديو من حماس يرفع وتيرة الغضب ويقدم مقترحات جديدة

يوم السبت الماضي وفقاً لرويترز، نشرت حماس مقطع فيديو للرهينة أفيتار دافيد، يظهر فيه نحيلاً للغاية ويحفر حفرة يقول إنها ستكون قبره.

هذا المقطع أثار انتقادات قوى غربية ورعب إسرائيل، فقد عبرت فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، ودول أخرى، عن غضبها، في حين أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة خاصة صباح الثلاثاء بخصوص قضية الرهائن في غزة.

رد فعل حماس على انتقادات الفيديو

Advertisement

نشر الفيديو للرهينة دافيد، والانتقادات التي تبعته، جعلت حماس تقول على لسان المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، إن الحركة مستعدة لتسليم مساعدات الصليب الأحمر، إلى الرهائن المحتجزين في غزة.

اشترطت حماس وفقاً لرويترز، إذا فتحت إسرائيل الممرات الإنسانية بشكل دائم، وأوقفت “الطلعات الجوية، … بكل أشكالها”، في أثناء تسليم الطرود للرهائن.

المتحدث أضاف أن كتائب القسام، “لا تتعمد تجويع الأسرى”.

خطة أمريكية جديدة لحل الأزمة تتضمن إعادة إعمار غزة

من جانبه أبلغ ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس، بأنه يعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة من شأنها إنهاء الحرب في غزة فعلياً.

وبحسب رويترز التي أطلعت على تسجيل للاجتماع فإن ويتكوف، قال، “لدينا خطة جيدة للغاية نعمل عليها مع الحكومة الإسرائيلية ومع رئيس الوزراء نتنياهو، … لإعادة إعمار غزة، وهذا يعني عملياً نهاية الحرب”.

Advertisement

ووفقاً لأكسيوس، فإن خطة ترامب بحسب ويتكوف تتضمن اتفاقاً شاملاً ينهي الحرب، يعيد جميع الرهائن المتبقين دفعة واحدة.

إعلان الخطة الجديدة جاء عقب اجتماع استمر ساعتين في تل أبيب مع عشرات عائلات الرهائن المحتجزين لدي حماس، اعترافاً بأن النهج الذي اتبعته إسرائيل والولايات المتحدة على مدى الأشهر الستة الماضية لمحاولة التوصل لوقف جزئي وتدريجي لإطلاق النار وصفقة الرهائن فشل.

الجديد في تصريحات ويتكوف هذه، أنه قال، إن حماس مستعدة لنزع سلاحها لإنهاء الحرب، على الرغم من أن الحركة أكدت مراراً أنها لن تلقي سلاحها.

حماس: التخلي عن السلاح مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة

رد حماس على تصريحات ويتكوف بحسب رويترز، قالت حماس فيها إنها لن تتخلي عن حقها في “المقاومة” إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، وعاصمتها القدس.

وجهة النظر الإسرائيلية في الحل المستقبلي لأزمة غزة

Advertisement

ويبدو أن إٍسرائيل تدرس خطة جديدة ليست كتلك التي كانت تتضمن إطلاق سراح جزء من الأسرى، ووقف لإطلاق النار لمدة 60 يوم.

 فقد قال مسؤول إسرائيلي كبير إن هناك تفاهماً بين إسرائيل وواشنطن على ضرورة الانتقال من خطة لإطلاق سراح بعض الرهائن، إلى خطة لإطلاق جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، وإخلاء قطاع غزة من السلاح.

دور الوسطاء في حل أزمة غزة

وتقود الولايات المتحدة بجانب قطر ومصر دور الوساطة في التوصل إلى حل للأزمة في القطاع.

وخلال الأسبوع الماضي، أيدت قطر، مصر إعلاناً صداراً عن فرنسا، والسعودية، يحدد خطوات نحو حل الدولتين، لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويؤكد ضرورة تسليم حماس سلاحها للسلطة الفلسطينية.

المعضلات أمام الاقتراح السعودي الفرنسي

Advertisement

وفقاً لوكالة أسوشيتد برس، فإن الخطط التي أعلنتها فرنسا والمملكة المتحدة، وكندا للاعتراف بدولة فلسطينية لن تؤدي إلى تحقيق دولة فلسطينية، في أي وقت قريب، على الرغم من أنها قد تزيد من عزلة إٍسرائيل، وتعزز موقف الفلسطينيين التفاوضي على المدى الطويل.

فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية، وتعهد بالحفاظ على سيطرته المفتوحة على القدس الشرقية التي ضمتها الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة الذي مزقته الحرب، وهي الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 والتي يريدها الفلسطينيون لدولتهم.

ما الذي يريده الفلسطينيون من الدول الداعمة لحل الدولتين

الفلسطينيون رحبوا بالدعم الدولي لسعيهم المستمر لإقامة دولة، لكنهم يقولون إن هناك إجراءات أكثر إلحاحاً يمكن للدول الغريبة اتخاذها إذا أرادت الضغط على إسرائيل.

حيث يقول خالد الجندي، الباحث الزائر في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، لوكالة أسوشيتد برس، “من الغريب بعض الشيء أن الرد على الفظائع اليومية في غزة، بما في ذلك ما هو بكل المقاييس تجويعاً متعمداً، هو الاعتراف بدولة فلسطينية نظرية قد لا تنشأ أبداً”.

وبالنسبة لفتحي نمر، وهو زميل سياسي في الشبكة، وهي مؤسسة أبحاث فلسطينية، إنه كان بإمكانهم تعليق الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل، أو فرض حظر على الأسلحة، أو عقوبات أخرى، وقال، “هناك مجموعة أدوات واسعة تحت تصرف هذه الدول، لكن لا توجد إرادة سياسية لاستخدامها”.

Advertisement

ألون بينكاس، المحلل السياسي الإسرائيلي، والقنصل العام السابق في نيويورك، قال “نحن نتحدث عن دول كبرى، وحلفاء إسرائيليين رئيسيين”، مضيفاً بقوله، “إنه يعزلون الولايات المتحدة ويتركون إسرائيل تابعة – على الولايات المتحدة، ولكن على الأهواء والسلوك غير المنتظم لشخص واحد، ترامب” على حد قوله.

أما الخبير في الصراع في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فقد قال يمكن للاعتراف أن يعزز أيضاً التحركات لمنع الضم، مضيفاً، إن التحدي، “هو أن يطابق أولئك الذين يعترفون بالبلدان اعترافهم بخطوات أخرى وخطوات عملية”.