واصلت القوات الإسرائيلية تقدمها في أحياء متعددة من مدينة غزة للأسبوع الثاني على التوالي، بينما تشهد المدينة أعنف موجة قصف منذ بدء العملية البرية.
وتقدمت القوات في عدة أحياء من مدينة غزة لليوم الثامن على التوالي، كما تقدمت الدبابات إلى مواقع جديدة في قلب المدينة وسط قصف مدفعي مكثف وانفجارات متواصلة، وفقاً لما ذكرته شبكة سي إن إن الإخبارية.
وأكدت مصادر على الأرض لسي إن إن أن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى مخيم الشاطئ في الجهة الغربية من المدينة، فيما أظهرت لقطات مصورة يوم الاثنين وجود دبابات جنوب الجامعة الإسلامية، مما يشير إلى تقدم أعمق للقوات الإسرائيلية منذ بدء العملية البرية يوم الأحد الماضي.
الجيش الإسرائيلي: نحو 640 ألف فلطسيني غادروا المدينة من بدء العملية
وصرح الجيش الإسرائيلي للشبكة أن نحو 640 ألف فلسطيني غادروا المدينة منذ بدء العملية، رغم عدم إمكانية التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان غزة، بمن فيهم النازحون، بإخلاء المدينة في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما كان يُقدر وجود حوالي مليون شخص فيها.
تصاعد العمليات العسكرية والدمار في غزة
وتستخدم القوات الإسرائيلية مركبات مدرعة محملة بالمتفجرات يتم تفجيرها عن بُعد لهدم المباني، كما أكدت مقاطع فيديو وصور تحققت منها شبكة سي إن إن.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن “حماس تحول هذه الهياكل إلى مناطق قتال تُستخدم للكمائن ومراكز القيادة والسيطرة ومخازن الأسلحة وأنفاق القتال ونقاط المراقبة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء مقتل ضابط إسرائيلي خلال المواجهات في مدينة غزة يوم الاثنين، وهو الرائد شاهار نتنئيل بوزاغلو البالغ من العمر 27 عاماً، والذي قُتل عندما أطلق مسلح من حماس قذيفة آر بي جي على إحدى الدبابات التابعة لكتيبته، وفقاً للتحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي. ويُعتبر هذا أول قتيل إسرائيلي في العملية الجديدة على غزة.
الوضع الإنساني المتدهور في غزة
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، التي تديرها حماس، أن 38 فلسطينياً قُتلوا وما يقرب من 200 أصيبوا بنيران إسرائيلية في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، ولا تفرق السلطات في غزة بين المدنيين والمقاتلين في إحصائياتها.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن المستشفيات تقترب من الانهيار بسبب عدم قدرتها على الحصول على الإمدادات الطبية الأساسية.
وأكدت المنظمة تدمير مركز رعاية صحية أولية تديره جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في مدينة غزة، والذي كان من بين المرافق القليلة العاملة في المدينة.
الاستجابة الدولية والاتهامات لإسرائيل
وتصاعدت الانتقادات الدولية للعملية الإسرائيلية، حيث وصفتها لجنة تحقيق أممية مستقلة بأنها “تزرع الرعب في صفوف السكان الفلسطينيين في مدينة غزة وتجبر عشرات الآلاف على الفرار”.
وأصدرت اللجنة الأممية المستقلة للتحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة تقريراً يوم الثلاثاء اتهمت فيه إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الاتهامات بشدة، واصفة التقرير بأنه “مشوه وزائف”، وقالت الوزارة إن التقرير “يستند فقط على أكاذيب حماس التي تم تبييضها وإعادة تكرارها من قبل آخرين”.