تفقد الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا طاولة المأدبة في قاعة سانت جورج بقلعة وندسور يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025، في إطار الاستعدادات النهائية لمأدبة الدولة التي أُقيمت مساءً تكريماً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب.
تفقد ملكي دقيق للتحضيرات
يُعتبر تفقد الملك والملكة لطاولة المأدبة تقليداً راسخاً يعكس اهتمام العائلة المالكة بكل التفاصيل قبل استقبال ضيوف الدولة. خلال التفقد، صافح الملك تشارلز والملكة كاميلا موظفي القصر الملكي الذين كانوا وراء التخطيط الدقيق وتنظيم حدث الليلة الفخم.
هذا النوع من التفقد الشخصي يؤكد على الطبيعة التفصيلية للضيافة الملكية، حيث يُشرف الملك شخصياً على كل عنصر من عناصر المأدبة، وصولاً إلى أدق التفاصيل. العادة تشمل مراجعة ترتيبات المائدة مع رئيس الأسرة المالكة، نائب الأدميرال السير توني جونستون-بيرت.
طاولة بطول 47 متراً ومجهود أسبوع كامل
امتدت طاولة المأدبة على طول 47.32 متر (155 قدم) في قاعة سانت جورج، وهو ما يعادل طول مروحيتين من نوع Marine One موضوعتين من طرف إلى طرف. استغرق بناء هذه الطاولة الماهوجانية أسبوعاً كاملاً، وتم تجهيزها بـ1,452 قطعة من أدوات المائدة و139 شمعة في شمعدانات فضية مذهبة.
قاعة سانت جورج، التي تُعتبر أكبر غرفة في القلعة بطول 55.5 متر وعرض 9 أمتار، شهدت إعادة بناء دقيقة بعد حريق قلعة وندسور المدمر عام 1992. السقف القوطي المثير للإعجاب مع الجسور الخشبية مزين بشعارات كل فارس من فرسان الرباط منذ تأسيس الوسام عام 1348.
تحضيرات تستغرق ستة أشهر
تبدأ التحضيرات لمأدبة الدولة قبل ستة أشهر من الحدث الكبير، حيث يتم زراعة جزء كبير من الطعام مسبقاً في الممتلكات الملكية. يتم إعطاء الموظفين الملكيين ثلاثة أيام كاملة لوضع المائدة للمأدبة، مما يعكس الطبيعة الدقيقة للتخطيط.
يجب وضع كل مكان على المائدة بدقة على مسافة 18 بوصة من بعضها البعض، باستخدام أعواد القياس لضمان الدقة المطلقة. كما يجب على الخدم والخادمات التأكد من أن كل كرسي على نفس المسافة من الطاولة وأن كل كأس على نفس المسافة من الحافة الأمامية للطاولة.
ترتيبات زهور وإضاءة استثنائية
زُينت الطاولة بترتيبات زهور بألوان وردية وحمراء وصفراء، تم إنشاؤها باستخدام زهور وأعشاب موسمية مقطوفة يدوياً من حدائق قصر بكنغهام وقلعة وندسور وحديقة سافيل في وندسور جريت بارك. تم ترتيب الزهور في قطع مركزية فضية مذهبة مأخوذة من الخدمة الكبيرة.
بعد المأدبة، يتم التبرع بالزهور لجمعية Floral Angels الخيرية، التي تتولى الملكة كاميلا رعايتها، والتي توزع الزهور على دور رعاية المسنين والملاجئ والمنظمات المجتمعية الأخرى.
قائمة الطعام الفاخرة والكوكتيل المميز
تضمنت قائمة العشاء المكونة من ثلاثة أطباق بانا كوتا الجرجير من هامبشير مع خبز البارميزان المقرمش وسلطة بيض السمان، يليها بالوتين الدجاج العضوي من نورفولك ملفوف بالكوسا مع صوص الزعتر، وانتهاءً بقنبلة الآيس كريم بالفانيليا مع شربات التوت من كنت والخوخ المسلوق بخفة.
تم ابتكار كوكتيل خاص للمناسبة يُسمى “Atlantic Whisky Sour” مصنوع من ويسكي جوني ووكر الأسود ومُتوج برغوة البيكان والخطمي المحمص على بسكويت على شكل نجمة، مصمم لاستحضار حلوى s’more الأمريكية الكلاسيكية.
ضيوف من عالم التكنولوجيا والإعلام
ضمت قائمة الـ160 ضيفاً شخصيات مؤثرة من عوالم التكنولوجيا والمال والإعلام والحكومة، بما في ذلك تيم كوك من آبل، وديميس هاسابيس من Google DeepMind، وسام ألتمان من OpenAI، ومؤسس الإعلام روبرت مردوخ وزوجته إيلينا.
في إشارة لحب ترامب للجولف، حضر اللاعب الإنجليزي نيك فالدو، الحائز على ستة بطولات كبرى بما في ذلك ثلاثة ألقاب ماسترز. كما حضر باسكال سوريو، الرئيس التنفيذي لشركة الأدوية أسترازينيكا، الشركة الأكثر قيمة في بورصة لندن.
بروتوكول الجلوس والتقاليد الملكية
جلس الملك تشارلز بجانب الرئيس ترامب في وسط الطاولة الطويلة، بينما جلست الأميرة كيت إلى يمين الرئيس. على الجانب الآخر من الطاولة، جلست الملكة كاميلا بجانب السيدة الأولى ميلانيا ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت.
تبدأ الخطابات حوالي الساعة 8:30 مساءً عندما يلقي كل من الملك والرئيس ترامب خطاباً ويقترحان نخباً لبعضهما البعض، يتبعها عزف النشيدين الوطنيين. تُختتم المأدبة بوصول 12 عازف مزمار يطوفون حول الغرفة، وهو تقليد بدأته الملكة فيكتوريا.
هذا النوع من الاهتمام بالتفاصيل والتحضير المسبق يعكس التزام العائلة المالكة البريطانية بتقديم أرقى مستويات الضيافة الدبلوماسية، مما يعزز من قوة العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
