أكد وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أن الجانب السوري غير مستعد بعد لبدء عملية ترسيم الحدود بين البلدين، موضحًا أن هذه المسألة ستستغرق وقتًا أطول نظرًا لتعقيداتها وحاجتها إلى مزيد من الجهد الدبلوماسي والتقني. ومع ذلك أشار الوزير إلى أن العلاقات بين لبنان وسوريا تسير في أجواء إيجابية، وهناك تفاهم على توقيع اتفاق قضائي سيكون خطوة أولى على طريق الترسيم الرسمي للحدود مستقبلاً.
خطوات أولية واتفاقات قضائية وأمنية
أفاد الوزير منسى أن الاتفاق القضائي الجاري العمل على توقيعه سيشكل أساسًا مهمًا للعلاقات الثنائية، ويساعد في تهيئة الأرضية القانونية لتسوية قضايا الحدود.
كشف أيضًا عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجانب اللبناني والسوري عبر مكتب التنسيق العسكري تهدف إلى منع أي توترات ميدانية على الحدود وضمان التواصل الفعال وقت الأزمات.
تنسيق أمني بين لبنان وسوريا
تم تكليف غرفة العمليات المشتركة برفع مستوى التنسيق مع دمشق، إلى جانب العمل على تفادي أي إشكالات ميدانية، وتفعيل قناة اتصال مباشر بين وزارات الدفاع والخارجية في البلدين.
من المقرر أن تعقد لقاءات مباشرة بين الوزراء في الفترة المقبلة لتعزيز التعاون وتسريع الحلول للقضايا العالقة.
دعم دولي وملفات فنية
ذكرت وزارة الخارجية اللبنانية أنها تسلمت من فرنسا وثائق وخرائط تاريخية مدعومة تحدد الحدود بدقة وتعود إلى فترة الانتداب الفرنسي لدعم المسار التقني لترسيم الحدود، وتوجد لجنة مختصة تتابع دراسة هذه الوثائق لرسم خارطة طريق فنية للملف الحدودي.
اتفاق أمني
تشهد الفترة الحالية تعاونًا إقليميًا، في أعقاب توترات شهدتها الحدود في مارس الماضي، حيث استضافت السعودية اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى بين سوريا ولبنان تطرق لضبط المعابر غير الشرعية، وتبادل المعلومات الأمنية، وتعزيز التعاون لمراقبة الحدود المشتركة.
توج هذا اللقاء بتوقيع اتفاق أمني حضره وزيرا الدفاع في البلدين ووزير الدفاع السعودي، نص على تشكيل لجان أمنية مشتركة لمكافحة التهريب والجريمة المنظمة وتنظيم التعاون العسكري، مع تأكيد أهمية ترسيم الحدود.
إشكالات الحدود وأبرز مناطق النزاع
تمتد الحدود بين لبنان وسوريا لمسافة 375 كيلومترًا عبر تضاريس جبلية وسهلية معقدة وتفتقر للعلامات الواضحة. تبرز منطقة مزارع شبعا كنقطة نزاع رئيسية لكونها تحت سيطرة إسرائيل ويعتبرها كل طرف جزءًا من أرضه الوطنية، إضافة إلى خلافات في مناطق القموعة والعديسة وبعلبك-الهرمل بسبب غياب علامات دقيقة للفصل الجغرافي.
عملية الترسيم بين لبنان وسوريا ما تزال في مرحلة التحضير الفني والدبلوماسي، مع تقدم ملحوظ في الاتفاقات الأمنية والقضائية التي تسبق تحريك الملف الحدودي بشكل رسمي وشامل.




