أعلن عضوا مجلس الشيوخ دان سوليفان وكيفين كرامر عن مشروع قانون “القبة الذهبية” للدفاع الصاروخي، بتكلفة مبدئية تبلغ 23 مليار دولار. يأتي المشروع ضمن مساعي الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات المتزايدة من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.
تفاصيل مشروع “القبة الذهبية” الجديد
أكد السيناتور كرامر خلال مؤتمر صحفي أن الأنظمة الدفاعية تمثل أحد أهم عوامل الردع في العالم. ويحمل القانون اسم “قانون الهزيمة الأرضية والمدارية للدمار النووي الناشئ وتفاعلات الصواريخ الأخرى”، المعروف اختصاراً بـ”القبة الذهبية”.
القبة الذهبية: خطوة أمريكية جديدة نحو الحماية الاستباقية
يهدف المشروع إلى تطوير نظام دفاعي متكامل للتصدي للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأسلحة فائقة السرعة. كما قدم النائب مارك ميسمر مشروعاً مماثلاً في مجلس النواب الأمريكي لدعم المبادرة على مستوى الغرفتين التشريعيتين.
الرؤية الرئاسية والتنفيذ العسكري
تُعد خطة القبة الذهبية امتداداً للأمر التنفيذي الذي وقّعه الرئيس ترامب في يناير 2025، والذي دعا إلى إطلاق درع دفاع صاروخي من الجيل التالي. وقد عُين الجنرال مايكل جويتلين لقيادة المشروع، بوصفه نائب رئيس عمليات الفضاء، وهو شخصية بارزة في تطوير أنظمة الفضاء الدفاعية.
وصف جويتلين النظام الجديد بأنه “نهج جريء وعدواني لحماية الوطن بسرعة وفعالية”، مما يعكس الطابع العاجل والاستباقي للمشروع.
القبة الذهبية مستوحاة من النموذج الإسرائيلي
استشهد السيناتور سوليفان بالتعاون الأمريكي الإسرائيلي في تطوير نظام القبة الحديدية، الذي يحقق معدل نجاح يصل إلى 97%. وأشار إلى أهمية تبني التكنولوجيا المطورة بالفعل لتسريع بناء نظام أمريكي مماثل يتعامل مع التهديدات المختلفة.
التمويل المتوقع وتقديرات التكلفة
فيما حدد الرئيس ترامب كلفة المشروع بنحو 175 مليار دولار، أشار مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن التكلفة الكلية قد تتجاوز 800 مليار دولار خلال العقدين المقبلين. وقد خُصص 25 مليار دولار كدفعة أولى في مشروع المصالحة بمجلس الشيوخ، بينما أعلن روجر ويكر عن حزمة دفاعية أشمل بقيمة 150 مليار دولار، تشمل تمويلاً مباشراً لمبادرة القبة الذهبية.
التهديدات المتعددة الدافعة للمشروع
تشير تقارير البنتاغون إلى تنامي التهديدات من خصوم مثل روسيا، التي توصف كتهديد “حاد”، والصين التي تعمل على توسيع ترسانتها النووية بسرية، وكوريا الشمالية التي تواصل تطوير قدراتها الصاروخية. وتعد هذه العوامل من أبرز الدوافع وراء تسريع العمل على القبة الذهبية.
المكونات التقنية لمنظومة القبة الذهبية
يتضمن النظام أربعة مكونات رئيسية: الإنذار المبكر، تتبع الصواريخ، تدميرها، وتقييم الفعالية. ويعتمد على شبكة واسعة من الأقمار الصناعية والصواريخ الاعتراضية المنتشرة في الفضاء، مما يتيح الاستجابة الفورية للهجمات الصاروخية من أي مكان في العالم.
سيتم الاستفادة من تقنيات شركة سبيس إكس، التي تشغّل أكثر من 7000 قمر صناعي عبر نظام ستارلينك، ما يعزز قدرات التتبع والاعتراض في الزمن الحقيقي.
تحديات وتكلفة باهظة تواجه التنفيذ
يواجه المشروع تحديات كبيرة، أبرزها الصعوبات التقنية والاعتماد على تكنولوجيا لم تُختبر بالكامل في الظروف الفعلية. كما عبّر بعض الخبراء عن القلق من أن المشروع قد يصب في مصلحة شركات يملكها أفراد مثل إيلون ماسك.
تعرّضت الميزانية المخصصة للمشروع لانتقادات من قبل مشرعين وجماعات مناصرة، دعوا إلى شفافية أكبر وإعادة تقييم الأولويات الوطنية، خاصة فيما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية.
جدول التنفيذ وآفاق المستقبل
يرغب الرئيس ترامب في استكمال منظومة القبة الذهبية قبل نهاية ولايته عام 2029، رغم تحذيرات بعض المسؤولين من تعقيد التنفيذ. يُلزم الأمر التنفيذي وزير الدفاع بوضع خطة مرجعية خلال 60 يوماً، ما يضع ضغطاً زمنياً على المؤسسات الدفاعية الأمريكية.
يمثل مشروع القبة الذهبية محاولة أمريكية جادة لتعزيز الحماية الاستراتيجية، وسط عالم تتزايد فيه المخاطر وتتعقد فيه تكنولوجيا الحرب الحديثة.