رفضت قاضية في المحكمة الفيدرالية الأميركية، الثلاثاء 13 أغسطس الجاري، طلب الملياردير إيلون ماسك بإسقاط دعوى قضائية رفعتها ضده شركة “أوبن إيه آي” للذكاء الاصطناعي. تتهم الشركة ماسك بشن “حملة مضايقات استمرت لسنوات” ضدها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والدعاوى القضائية.
القاضية تُبقي على التهم الموجهة لماسك
قضت القاضية الفيدرالية إيفون جونزاليز روجرز، في المحكمة الجزئية في كاليفورنيا، بأن ماسك يجب أن يواجه اتهامات “أوبن إيه آي” بأنه استخدم الدعاوى القضائية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي وتصريحات في وسائل الإعلام لمحاولة تشويه نجاح الشركة. أشارت القاضية في حيثيات الحكم إلى أن “المناورات من كلا الجانبين واضحة”، في إشارة إلى تبادل الاتهامات بين الطرفين.
خلصت القاضية إلى أن اتهامات “أوبن إيه آي” مستوفية الشروط من الناحية القانونية ويمكن أن تمضي قدماً، مما يمهد الطريق أمام محاكمة بهيئة محلفين مقررة في مارس 2026.
تفاصيل الدعوى المضادة من أوبن إيه آي
رفعت شركة “أوبن إيه آي” دعوى قضائية مضادة ضد ماسك في أبريل الماضي، تتهمه فيها بقيادة “حملة مضايقة متعمدة” ضد الشركة. وفق ملف الدعوى، استخدم ماسك منصته “إكس” التي تضم أكثر من 200 مليون متابع لشن هجمات إعلامية وبث حملات تشويه ضد الشركة.
تزعم “أوبن إيه آي” أن ماسك لجأ إلى “تشويه متعمد، ودعاوى قانونية لا أساس لها، ومحاولة وهمية للاستحواذ على أصول الشركة”. كما اتهمت الشركة ماسك بالسعي للحصول على وثائق داخلية بذرائع غير صحيحة ووصفت محاولته الاستحواذ على أصولها بأنها “خدعة” تهدف لفرض سيطرته عليها.
جذور الخلاف والمعركة القانونية
يعود أصل النزاع إلى عام 2015 حين شارك ماسك في تأسيس “أوبن إيه آي” قبل أن يغادر مجلس إدارتها في 2018 بعد صدام مع الرئيس التنفيذي سام ألتمان. اتهم ماسك الشركة العام الماضي بالتخلي عن هدفها التأسيسي المتمثل في كونها جهة خيرية تطور الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية، وذلك بقبولها تمويلاً بمليارات الدولارات من مايكروسوفت منذ 2019.
أسس ماسك شركته المنافسة “إكس أيه آي” في 2023، ومنذ ذلك الحين يسعى لإبطاء تقدم “أوبن إيه آي” ومنعها من التحول إلى نموذج ربحي، بحسب اتهامات الشركة.
عرض الاستحواذ المرفوض والتطورات الأخيرة
رفض ألتمان عرض استحواذ غير مرغوب فيه تقدمت به مجموعة بقيادة ماسك أوائل هذا العام بقيمة 97.4 مليار دولار، مؤكداً أن “أوبن إيه آي ليست للبيع”. وصفت “أوبن إيه آي” هذا العرض بأنه “محاولة صورية” لم تكن جدية.
تصاعدت التوترات مؤخراً عندما هدد ماسك الاثنين الماضي بمقاضاة شركة آبل، متهماً إياها بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار في متجر التطبيقات من خلال تفضيل تطبيق “تشات جي بي تي” على منافسه “غروك” التابع لشركته. رد ألتمان باتهام ماسك بالتلاعب بمنصة “إكس” لخدمة مصالحه الشخصية والإضرار بمنافسيه.
المحاكمة المقبلة وتداعيات القضية
من المقرر أن تبدأ المحاكمة أمام هيئة محلفين في المحكمة الاتحادية في أوكلاند بكاليفورنيا في مارس 2026. تسعى “أوبن إيه آي” حالياً إلى استكمال جمع تمويل بقيمة 40 مليار دولار، الأمر الذي يتطلب تحولها إلى شركة ذات طابع ربحي قبل نهاية العام الجاري.
تكتسب القضية أهمية خاصة في ظل المعركة المحتدمة في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تهدد المواجهة القانونية مع ماسك بعرقلة الجدول الزمني الحرج لتحول الشركة. قالت “أوبن إيه آي” في بيان: “تصرفات إيلون المستمرة ضدنا هي مجرد محاولات سيئة النية لإبطائنا والسيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالحه الشخصي”.