شهد ميناء الحمرية، التابع لمجموعة موانئ دبي العالمية، خطوة تطويرية نوعية باعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشروع إنشاء رصيف جديد بطول700م وعمق12م، ضمن إستراتيجية شاملة لرفع كفاءة الميناء وتوسيع طاقته الاستيعابية لاستقبال مختلف أحجام السفن والبضائع. يأتي القرار بعد سلسلة توسعات سابقة عززت مكانة الحمرية مركزاً محورياً للتجارة الإقليمية وداعماً رئيسياً للأمن الغذائي في دولة الإمارات.
موقع الحمرية في منظومة الموانئ
يقع الميناء على الساحل الشمالي الشرقي لدبي، بالقرب من جزر ديرة، ما يمنحه ميزة اتصال سريع بالأسواق الخليجية وشرق أفريقيا والهند. تخدم منشآته حالياً السفن الخشبية التقليدية، وسفن البضائع العامة، وناقلات الدحرجة، والحاويات متوسطة الحجم، مع قدرته على مناولة شحنات متنوعة تشمل الخضروات، الفواكه، الثروة الحيوانية وقطع غيار السيارات.
تفاصيل المشروع الجديد
- طول الرصيف:700م
- عمق الغاطس:12م
- القدرة الإضافية: استيعاب سفن أكبر من الفئة «باناماكس» وتحسين عمليات المناولة سريعة الدوران.
- الموعد المستهدف للإنجاز: خلال24شهراً من تاريخ اعتماد المخطط التنفيذي، مع اعتماد تقنيات رصد ذكية لتسريع العمليات وتحسين السلامة.
محمد بن راشد يعزز قدرات ميناء الحمرية
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد خلال جولته الميدانية:
«نعمل على تحويل موانئنا إلى بوابات ذكية تربط العالم، وتسرّع حركة البضائع والأفكار معاً».
وأضاف سموه أن استثمارات البنية التحتية تهدف «للريادة لا للمنافسة فقط» في سلاسل الإمداد العالمية.
رؤية موانئ دبي العالمية
صرّح سعادة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة:
«توسعة الحمرية تترجم التزامنا برفع معايير الكفاءة، والحفاظ على الهوية البحرية الأصيلة لدبي بينما نستعد لطلب متنامٍ على الخدمات اللوجستية».
وأشار إلى أن الميناء جزء أساسي في شبكة مرافق «دي بي ورلد» التي تربط أكثر من3مليارات مستهلك عبر المنطقة.
مؤشرات أداء حديثة
تأثيرات اقتصادية مباشرة
يرفع الرصيف الجديد القدرة السنوية للميناء إلى أكثر من2.5مليون طن من البضائع، ما يدعم هدف دبي بمضاعفة تجارتها الخارجية، وربط الإمارة بـ400مدينة إضافية بحلول2033. كما يُتوقع تسريع دورات التفريغ والتحميل بنسبة15% عبر حلول الأتمتة الذكية المدمجة مع منصة «NAU by DP World» التي تقلص زمن انتظار السفن الخشبية بنحو4ساعات لكل رحلة.
دعم الأمن الغذائي
يُعد الحمرية منفذاً رئيسياً لواردات المواشي، إذ تُقدر التوقعات بوصول1مليون رأس ماشية خلال2025، إضافة إلى واردات الخضروات والفواكه الطازجة التي تغطي شريحة واسعة من الطلب المحلي والإقليمي. ويسهم المشروع في تعزيز سلسلة التبريد، مع مساحات مبردة جديدة ترفع سعة التخزين المبرَّد بنسبة20% فور اكتمال الأعمال.
ربط التراث بالحداثة
يحافظ الميناء على أرصفة مخصصة للسفن الخشبية التقليدية «الداو»، مع توفير مسارات آمنة موازية لخطوط الحاويات الحديثة، ما يعزز استدامة إرث دبي البحري. وتستفيد هذه السفن من الخدمات الرقمية لتصاريح الدخول والتحميل التي تقلل الإجراءات الورقية بنسبة90%.
استراتيجية إمارة دبي للموانئ
يعزز المشروع موقع دبي ضمن أبرز خمسة مراكز بحرية عالمية، بجوار ميناء جبل علي وميناء راشد، ويدعم خطة التحول إلى ممرات تجارية جديدة تخفف المخاطر الجيوسياسية على شحن البضائع. وتشير أرقام «دي بي ورلد» إلى أن شبكة المجموعة عالجت40% من حاويات المنطقة في2023، ما يرسّخ دورها في دفع عجلة التنويع الاقتصادي للإمارة.
استدامة وكفاءة بيئية
سيعتمد الرصيف الجديد نظام إضاءة موفّر للطاقة، ومحطات شحن كهربائية للرافعات، ما يقلل الانبعاثات الكربونية التشغيلية بنسبة18% سنوياً مقارنة بخيارات الديزل التقليدية. ويشتمل التصميم على حواجز كاسرة للأمواج بمواد مُعاد تدويرها، إضافة إلى أجهزة استشعار لمراقبة جودة المياه حماية للحياة البحرية المحلية.
خطوات التنفيذ التالية
- مرحلة التصاميم الهندسية التفصيلية، مدتها 6أشهر، تشمل تخطيط الخدمات الأرضية والبنى التحتية الرقمية.
- أعمال التجريف وتشييد الجدار البحري، مع استخدام رافعات عائمة عالية القدرة لضمان سلامة حركة الملاحة القائمة.
- تركيب أنظمة الأتمتة والربط مع منصة «بوابة دبي التجارية» لضمان جاهزية العمليات منذ يوم الافتتاح.
نظرة مستقبلية
يعكس مشروع الرصيف الجديد التزام دبي الدائم بترسيخ تفوقها البحري، ويمنح الحمرية قدرة إضافية تسهم في دعم سلاسل الإمداد الإقليمية وتعزيز تنافسية قطاع الخدمات اللوجستية الوطني. ومع تنفيذ المخطط ضمن الجداول الزمنية المحددة، ستزداد قدرة الميناء على استقطاب خطوط الشحن الناشئة، ودعم التجارة غير النفطية، وتحقيق قيمة مضافة لاقتصاد الدولة، مع المحافظة على إرث دبي البحري العريق.