محمد عساف يعود بحفل مخصص إيراداته لغزة بعد صمت دام عامين

عاد الفنان الفلسطيني محمد عساف إلى المسارح بعد غياب دام عامين، في حفل استثنائي أحياه مساء الأحد 27 يوليو 2025 على المسرح الأثري بمهرجان قرطاج الدولي، تحت عنوان “من أجل غزة”. يأتي هذا الحفل بعد انقطاع تام للفنان عن النشاطات الغنائية منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023. تخصيص كامل الإيرادات لدعم قطاع غزة أعلن…

فريق التحرير
فريق التحرير
محمد عساف يعود بحفل مخصص إيراداته لغزة بعد صمت دام عامين

عاد الفنان الفلسطيني محمد عساف إلى المسارح بعد غياب دام عامين، في حفل استثنائي أحياه مساء الأحد 27 يوليو 2025 على المسرح الأثري بمهرجان قرطاج الدولي، تحت عنوان “من أجل غزة”. يأتي هذا الحفل بعد انقطاع تام للفنان عن النشاطات الغنائية منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

تخصيص كامل الإيرادات لدعم قطاع غزة

أعلن محمد عساف أن كامل إيرادات الحفل بالإضافة إلى أجره الشخصي سيخصص بالكامل لدعم أهالي قطاع غزة. وقال عساف في كلمته: “خصصنا هذا الحفل من أجل غزة، حتى ريع الحفل وأجري شخصياً سيكون في مشاريع سنعملها في الأيام القادمة لأهلنا في غزة”.

وأوضح الفنان أن الهدف الإنساني الأساسي من هذه المشاركة هو تخصيص أجره كاملاً إلى جانب مداخيل الحفل لدعم مشاريع تعليمية تستهدف الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون ظروفاً قاسية منذ أكثر من عامين.

حضور رسمي وجماهيري مميز

شهد الحفل حضوراً رسمياً تمثل في وزيرة الشؤون الثقافية التونسية أمينة الصرارفي، بالإضافة إلى حضور جماهيري غفير تجاوز 7 آلاف متفرج. امتلأت مدرجات المسرح الأثري بالأعلام الفلسطينية والتونسية، حيث ارتدى معظم الجمهور الكوفية الفلسطينية ورفعوا شارات النصر.

Advertisement

سبق انطلاق الحفل ترديد شعارات داعمة للقضية الفلسطينية، أبرزها “الحرية لفلسطين” و”النصر لغزة” و”ليسقط الاحتلال”. وردد الجمهور شعار “بالروح، بالدم نفديك فلسطين” ليجيب عساف: “بالفعل هذه رسالتنا اليوم من قرطاج إلى فلسطين وغزة”.

برنامج فني ملتزم بالقضية الفلسطينية

ظهر محمد عساف على المسرح مرتدياً الكوفية الفلسطينية وحاملاً العلم الفلسطيني. التزم في حفله بتقديم الأغاني الوطنية الفلسطينية حصرياً، حيث امتنع عن تقديم أي أغنية خارج الإطار الوطني.

قدم عساف باقة من أغانيه الوطنية تضمنت “أنا دمي فلسطيني”، “علي الكوفية”، “سلام لغزة”، “جيناك يا فلسطين”، “سأموت حراً”، و”يا بنات بلدنا”. كما غنى أعمالاً لكبار الفنانين العرب مثل “منتصب القامة أمشي” لمرسيل خليفة، و”موطني” للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، و”عندك بحرية” لوديع الصافي.

استهل عساف حفله بأغنية “يا دنيا اشهدي” التي حملت رسائل صمود وأمل، وتوجه خلالها برسالة للصامتين: “يا شعوب الأرض لازم بالوجع تتوحدي، يا عرب اصحوا بقى يا عروبة تجددي”.

رسالة مؤثرة للجمهور التونسي

Advertisement

وجه محمد عساف كلمة مؤثرة للجمهور التونسي قال فيها: “في هذا الظرف الذي تمر به فلسطين الحبيبة ونحن هنا في تونس الغالية والعظيمة، تونس طالما احتضنت فلسطين وقضيتها في كل المواقف وفي كل المحافل. تحية إلى فلسطين أم البدايات وأم النهايات، إلى غزة العزة التي تتعرض للإبادة أمام هذا الصمت الرهيب”.

وأضاف: “جئتكم اليوم والألم يعتصرني، اخترت قرطاج لأسمع صوتنا. لغزة العزة التي تتعرض للإبادة أمام هذا الصمت، نحن موجودون من قرطاج حتى نُسِمع أصواتنا”.

تكريم رسمي من النقابة التونسية

في نهاية الحفل، كرمت النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة محمد عساف بمنحه بطاقة عضوية شرفية تقديراً لمسيرته الفنية والتزامه الوطني.

العودة بعد غياب مدروس

أكد محمد عساف أن غيابه عن الحفلات لمدة عامين كان قراراً مدروساً تضامناً مع أهالي قطاع غزة في ظل الأحداث الجارية. وقال: “سنتان لم يصدح صوتي وأهلي تحت القصف، ارتأيت من خلال الدعوة التي تلقيتها من مهرجان قرطاج الدولي أن أكون متواجداً بفني”.

Advertisement

هذا الحفل يمثل المرة الثانية التي يقف فيها محمد عساف على مسرح قرطاج، بعد عرضه الأول في عام 2021. وأوضح عساف أن عودته من مهرجان قرطاج تحديداً جاءت بسبب الأهمية الثقافية والفنية للمهرجان على المستوى العربي والعالمي.

أعرب الفنان عن فقدانه للعديد من أفراد عائلته وأصدقائه خلال الحرب على غزة، قائلاً: “لقد فقدت العديد من الأحبة من أهل وأصدقاء في هذه الحرب”. وأكد أن الفن سيبقى طريقه لدعم قضيته والتعبير عن معاناة شعبه.

تزينت مدرجات قرطاج بسينوغرافيا تماهت فيها الأعلام التونسية والفلسطينية، بالإضافة إلى مشاهد من فلسطين وصور لشهداء الأطفال التي ظهرت كأحلام تحلق عالياً. حول الحفل المسرح الأثري إلى منصة تضامن حقيقية مع القضية الفلسطينية، مؤكداً التلاحم بين الشعبين التونسي والفلسطيني في محنة غزة.