مسيرة تضامنية مع فلسطين في أستراليا تجتاح جسر سيدني الشهير

مسيرة تضامنية مع فلسطين في أستراليا أكثر من 90 ألف متظاهر يجتاحون جسر سيدني دعماً لفلسطين في مسيرة تاريخية، وسط أمطار غزيرة

فريق التحرير
فريق التحرير
مسيرة تضامنية مع فلسطين في أستراليا تجتاح جسر سيدني الشهير

ملخص المقال

إنتاج AI

شارك أكثر من 90 ألف متظاهر في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في سيدني، مما أدى إلى إغلاق جسر الميناء. تزامنت المسيرة مع إعلان الحكومة الأسترالية عن مساعدات إضافية لغزة. شهدت المسيرة مشاركة شخصيات بارزة ودعماً واسعاً، لكنها واجهت انتقادات إسرائيلية.

النقاط الأساسية

  • شارك 90 ألف متظاهر بمسيرة في سيدني دعماً لفلسطين وغزة.
  • الحكومة الأسترالية أعلنت عن مساعدات إضافية لغزة بقيمة 20 مليون دولار.
  • المسيرة شهدت مشاركة شخصيات بارزة، وتوقفت لأسباب أمنية.

شارك أكثر من 90 ألف متظاهر في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين عبر جسر ميناء سيدني، ما جعلها واحدة من أكبر التجمعات التضامنية في أستراليا، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الأسترالية تقديم مساعدات إضافية بقيمة 20 مليون دولار أسترالي لقطاع غزة.

امتلأ جسر ميناء سيدني الشهير، يوم الأحد الثالث من أغسطس 2025، بحشود ضخمة من المتظاهرين الذين تحدوا الأمطار الغزيرة والرياح العاتية للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. نظمت هذه المسيرة، التي حملت اسم “مسيرة من أجل الإنسانية”، مجموعة العمل من أجل فلسطين (Palestine Action Group).

أغلق الجسر أمام حركة المرور في كلا الاتجاهين من الساعة 11:30 صباحاً حتى حوالي الساعة 5:00 مساءً. بدأ المتظاهرون مسيرتهم من حديقة لانج بارك في منطقة وينيارد قبل عبور الجسر، وكان من المقرر أن تنتهي في حديقة برادفيلد في شمال سيدني.

أعداد مثيرة للجدل تفوق التوقعات

تباينت التقديرات حول عدد المشاركين في المسيرة بشكل كبير. قدرت شرطة نيو ساوث ويلز عدد المشاركين بحوالي 90 ألف متظاهر، بينما ادعت مجموعة العمل من أجل فلسطين أن العدد قد يصل إلى 300 ألف شخص. كان المنظمون قد توقعوا في البداية مشاركة حوالي 50 ألف شخص.

وصف القائم بأعمال مساعد مفوض الشرطة آدم جونسون الوضع بأنه “خطير”، مشيراً إلى أن الأعداد الكبيرة جعلت الشرطة تخشى من وقوع تدافع جماهيري. أكد نائب مفوض الشرطة بيتر ماكينا أن هذا الحشد كان الأكبر الذي يشهده على الجسر الشهير.

Advertisement

مشاركة شخصيات بارزة وردود فعل متباينة

شهدت المسيرة مشاركة شخصيات بارزة، من أبرزها مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، الذي ظهر علناً لأول مرة منذ الإفراج عنه من السجن البريطاني في يونيو الماضي. رافق أسانج عائلته ووزير الخارجية الأسترالي السابق ورئيس وزراء نيو ساوث ويلز السابق بوب كار.

كما شارك في المسيرة النائب الفيدرالي عن حزب العمال إد حسين، والسيناتورة عن حزب الخضر مهرين فاروقي، ولاعب كرة القدم الأسترالي السابق كريغ فوستر، وعمدة مدينة سيدني كلوفر مور.

حمل بعض المتظاهرين أواني الطبخ والمقالي كرمز للجوع المتفشي في قطاع غزة. رددوا هتافات مثل “وقف إطلاق النار الآن” و”فلسطين حرة”.

معركة قانونية قبل المسيرة

شهدت الأيام التي سبقت المسيرة معركة قانونية حادة، حيث تقدمت شرطة نيو ساوث ويلز ورئيس وزراء الولاية كريس مينز بطلب إلى المحكمة العليا لمنع المسيرة من عبور الجسر. احتجت الشرطة على إغلاق الجسر بإشعار أقل من أسبوع، معتبرة أن ذلك غير معقول وقد يشكل مخاطر أمنية.

Advertisement

لكن القاضية بيليندا ريغ رفضت طلب الشرطة يوم السبت، مؤكدة أن “طبيعة الاحتجاجات السلمية هي التسبب في إزعاج للآخرين”. أشارت إلى أن منظمي الاحتجاج قدموا حججاً “مقنعة” حول الحاجة الماسة للاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة.

نالت المسيرة دعماً من مئات المنظمات، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وكنائس مختلفة والمجلس اليهودي الأسترالي ونقابة الممرضات والقابلات ونقابات عمالية أخرى.

توقف المسيرة لأسباب أمنية

في الساعة الثالثة بعد الظهر، أرسلت الشرطة رسائل نصية جماعية إلى الهواتف في سيدني تأمر بوقف الاحتجاج بسبب مخاوف أمنية. كما استخدمت طائرة هليكوبتر شرطية لإصدار توجيهات بمكبرات الصوت تطلب من المتظاهرين العودة نحو المدينة.

تعاونت مجموعة العمل من أجل فلسطين مع الشرطة، مؤكدة أن العدد كان أكبر من المتوقع. جاء في الرسالة الجماعية: “بالتشاور مع المنظمين، يجب إيقاف المسيرة بسبب السلامة العامة وانتظار المزيد من التعليمات”.

استجابة الحكومة الأسترالية

Advertisement

في أعقاب المسيرة مباشرة، أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ عن تقديم 20 مليون دولار أسترالي إضافية (13 مليون دولار أمريكي) كمساعدات إنسانية لقطاع غزة. ترفع هذه المساعدات إجمالي التعهدات الأسترالية إلى أكثر من 130 مليون دولار لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان منذ أكتوبر 2023.

وصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي المسيرة بأنها “سلمية”، مؤكداً أنها كانت “فرصة للناس للتعبير عن قلقهم بشأن ما يحدث في غزة”. أضاف أنه ليس من المفاجئ أن “كثيراً من الأستراليين تأثروا” وأرادوا إظهار قلقهم تجاه الأشخاص الذين “يُحرمون من الطعام والماء والخدمات الأساسية”.

كما أكد ألبانيزي سعيه لإجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث سيكرر دعمه لحل الدولتين.

ردود فعل إسرائيلية منتقدة

انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المظاهرة، كاتباً على منصة إكس أن “التحالف المشوه بين اليسار الراديكالي والإسلام الأصولي يجر الغرب إلى هامش التاريخ”. كما هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد المتظاهرين، زاعماً أنهم “ساروا تحت رايات طالبان والقاعدة”.

احتجاجات مماثلة في مدن أخرى

Advertisement

شهدت مدينة ملبورن أيضاً احتجاجات مماثلة، حيث تجمع حوالي 25 ألف متظاهر في مكتبة الولاية فيكتوريا. واجه المتظاهرون حاجزاً شرطياً عندما حاولوا عبور جسر كينغ ستريت.

كما نظمت احتجاجات مشابهة في مدن أديلايد وبريسبان وبيرث، مما يعكس انتشار التضامن مع القضية الفلسطينية عبر أستراليا.

السياق الإنساني في غزة

تأتي هذه المظاهرات في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 175 فلسطينياً بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم 93 طفلاً، منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.

تسيطر إسرائيل على جميع نقاط الوصول إلى القطاع الساحلي، وقد سمحت خلال الأشهر الماضية بمرور القليل من المساعدات أو لم تسمح بمرور أي منها، تاركة قرابة مليوني شخص في حالة جوع قاتلة.

أهمية تاريخية للحدث

Advertisement

يُعتبر هذا الحدث تاريخياً، حيث كانت آخر مرة أُغلق فيها جسر ميناء سيدني لتجمع عام في عام 2023، عندما شارك حوالي 50 ألف شخص في مسيرة الفخر العالمي. كما شهد الجسر في عام 2000 مسيرة المصالحة التي جذبت أكثر من 250 ألف شخص.

أكد جوش ليز، منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين، أن المسيرة كانت “أكبر مما كنا نحلم به”، واصفاً الحدث بأنه نجاح “تاريخي وعظيم”. وأضاف أنه لا توجد خطط حالياً لمظاهرة أخرى حول جسر سيدني.

تُظهر هذه المسيرة الحاشدة مدى قوة التضامن الشعبي الأسترالي مع القضية الفلسطينية، وتعكس الضغط المتزايد على الحكومة الأسترالية لاتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه الأوضاع في غزة. كما تُبرز الدور الذي يمكن أن تلعبه التظاهرات السلمية في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية العالمية والتأثير على السياسات الحكومية.