نتنياهو يتبع استراتيجية ترامب ويحول موقفه من وقف إطلاق النار في غزة

نتنياهو يتبنى نهج ترامب ويشترط صفقة شاملة لإنهاء حرب غزة، رافضاً وقفاً جزئياً رغم موافقة حماس وسط تهديدات بهجوم واسع.

فريق التحرير
فريق التحرير
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في مؤتمر صحفي أمام العلم الإسرائيلي

ملخص المقال

إنتاج AI

يشير المقال إلى تحول في موقف نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار، من اتفاقيات جزئية إلى اتفاق شامل، وسط صمت إسرائيلي على مقترح حماس. ويذكر المقال تأثير ترامب على القرار الإسرائيلي واستراتيجية نتنياهو المزدوجة.

النقاط الأساسية

  • تحول موقف نتنياهو من اتفاقيات جزئية إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإطلاق الرهائن.
  • إسرائيل صامتة رغم موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، ما أثار قلق الوسطاء.
  • ترامب يدعم هجوم إسرائيل على غزة، مؤثراً على استراتيجية نتنياهو التفاوضية.

شهد الموقف الإسرائيلي من مفاوضات وقف إطلاق النار تحولاً جذرياً، حيث انتقل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبول اتفاقيات جزئية متدرجة على مدار 18 شهراً إلى المطالبة باتفاق شامل ينهي الحرب كلياً ويُطلق سراح جميع الرهائن – وذلك بشروط إسرائيلية خالصة، وفقاً لشبكة CNN.

صمت إسرائيلي على المقترح رغم موافقة حماس

مضى أسبوع تقريباً منذ أن قبلت حماس أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار المقدم من وسطاء قطريين ومصريين، دون أن ترد إسرائيل عليه، حتى بينما يدّعي نتنياهو أنه يبدأ “فوراً” مفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب.

هذا الصمت يعكس تحولاً جوهرياً في النهج الإسرائيلي أربك الوسطاء وعائلات الرهائن المتبقين، الذين اتهموا نتنياهو بالتخلي عن أحبائهم والتضحية بهم.

الانقلاب السياسي يأتي بينما يُسرّع رئيس الوزراء خططاً لهجوم عسكري ضخم على مدينة غزة، متابعاً استراتيجية مزدوجة من التفاوض مع شن الحرب “لهزيمة حماس”.

تصريحات نتنياهو المتناقضة

Advertisement

في بيان يوم الخميس، أعلن نتنياهو أنه أصدر تعليمات لفريقه لبدء مفاوضات فورية لإعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، لكنه فعل ذلك دون أن يذكر مرة واحدة الاقتراح المطروح حالياً – والذي يدعو لوقف إطلاق نار مؤقت مقابل إطلاق نصف الرهائن.

الاقتراح الأخير مشابه لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً الذي وافق عليه نتنياهو الشهر الماضي، لكن بشروط أكثر تفضيلاً لإسرائيل بعد أن أبدت حماس مرونة حول عدد الأسرى المُفرج عنهم وحجم المحيط الأمني.

في الوقت ذاته، واصل نتنياهو تقديم خطط للهجوم الضخم لقوات الدفاع الإسرائيلية والسيطرة على مدينة غزة.

وتعزو إسرائيل تنازلات حماس لتهديد هجومها الوشيك على مدينة غزة، ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون أن التهديد المتجدد بالضغط العسكري الثقيل سيجعل حماس أكثر مرونة لقبول شروط إسرائيل لإنهاء الحرب.

تأثير ترامب المباشر على القرار الإسرائيلي

وفقاً لمصادر إسرائيلية كبيرة، فإن الجواب على استراتيجية نتنياهو التفاوضية الجديدة لا يكمن في القدس بل في واشنطن.

Advertisement

حيث عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة عن دعم صريح لهجوم إسرائيل المتجدد في غزة، متبنياً الفكرة الإسرائيلية الهادفة لتدمير حماس بدلاً من الدفع نحو وقف إطلاق نار مؤقت.

وكتب ترامب على منصة “تروث سوشال” الأسبوع الماضي: “لن نرى عودة الرهائن المتبقين إلا عندما تواجه حماس وتُدمر!!! كلما حدث هذا أسرع، كانت فرص النجاح أفضل”.

وقال مصدر إسرائيلي كبير إنه بعد أن أثارت حماس عراقيل خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات في قطر في يوليو، “فقد ترامب صبره وثقته في العملية الجزئية ولا يعتقد أن حماس تريد صفقة فعلاً”.

وقال ترامب للصحفيين خارج البيت الأبيض وقتها: “كان الأمر مؤسفاً، حماس لم تكن تريد حقاً إبرام صفقة. أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا”.

وبعد هذه التصريحات مباشرة، انتقل مكتب نتنياهو لمقاربة “الكل أو لا شيء”، مطالباً بصفقة شاملة.

الاستراتيجية المزدوجة لنتنياهو

Advertisement

في محاولة لصد الانتقادات العامة، أطلع مكتب نتنياهو الصحفيين الإسرائيليين نهاية الأسبوع على أنه سيرسل فريق تفاوض حالما يُحدد موقع للمحادثات.

لكن دون موقع محدد للمحاولة التالية لمفاوضات وقف إطلاق النار – ومع انشغال الفريق الأمريكي بأوكرانيا وروسيا – يمكن لنتنياهو متابعة استراتيجيته المزدوجة: إصدار تصريحات حول إنهاء الحرب بينما يتخذ إجراءات عسكرية تُصعّدها.

وقال باسم نعيم، عضو كبير في المكتب السياسي لحماس، في بيان: “قدمت الحركة كل ما هو ضروري للوصول لاتفاق وقف إطلاق نار ولا تزال مستعدة للقيام بذلك بكل مسؤولية وطنية وعقل منفتح”، نعيم أضاف أن نتنياهو لديه “ضوء أخضر” من إدارة ترامب لمواصلة ما أسماه “لعبة قذرة”.