نقش أثري يثير جدلاً حول وجود النبي موسى في سيناء

نقش أثري يثير جدلاً حول حول قصة خروج بني إسرائيل من مصر؛ باحث يزعم العثور على أقدم ذكر مكتوب لاسم النبي موسى يعود إلى 3800 عام

فريق التحرير
فريق التحرير
نقش أثري يثير جدلاً حول وجود النبي موسى في سيناء

ملخص المقال

إنتاج AI

يزعم باحث اكتشاف نقش في سيناء يحمل اسم النبي موسى، مما أثار جدلاً حول الأدلة الأثرية لقصة الخروج. يدعي الباحث فك رموز نقش بروتو-سينائي عمره 3800 عام، لكن هذه الادعاءات واجهت انتقادات من خبراء آخرين.

النقاط الأساسية

  • باحث يزعم فك رموز نقش سيناء قديم يحمل اسم النبي موسى.
  • النقش المزعوم يعود لـ 3800 عام، ويدعم فرضية وجود الإسرائيليين بسيناء.
  • الاكتشاف أثار جدلاً بين مؤيدين يرونه دليلًا، ومنتقدين يشككون بصحته.

أثار اكتشاف أثري جديد في شبه جزيرة سيناء المصرية جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية والأكاديمية، حيث يزعم باحث مستقل أنه توصل إلى فك رموز نقش حجري قديم يحمل اسم النبي موسى عليه السلام. وقد أعادت هذه الادعاءات إحياء النقاش حول الأدلة الأثرية للأحداث التوراتية، خاصة قصة الخروج من مصر.

يقول الباحث المستقل مايكل بار-رون، وهو طالب دراسات عليا في جامعة أرئيل الإسرائيلية، إنه تمكن من فك رموز نقش بروتو-سينائي عمره 3800 عام محفور في موقع سربيت الخادم، وهو منجم فيروز مصري قديم في جنوب سيناء. ويترجم بار-رون النقش على أنه يقرأ “زوت م’موشيه” باللغة العبرية، أي “هذا من موسى”.

ثماني سنوات من البحث والتحليل المتطور

استغرق بار-رون ثماني سنوات في دراسة هذه النقوش باستخدام تقنيات متطورة تشمل التصوير عالي الدقة والمسح ثلاثي الأبعاد. ويؤكد الباحث أن النقوش تتميز بأسلوب لغوي وبنية موحدة تدل على كاتب ماهر عارف بالهيروغليفية المصرية، مما يتوافق مع الرواية التوراتية حول نشأة موسى في قصر فرعون.

وقد ركز بار-رون على نقشين رئيسيين محفورين في الصخر، يُعرفان باسم “سيناء 357” و”سيناء 361″، والموجودين بالقرب من المنجم المعروف باسم “المنجم إل”. هذه النقوش مكتوبة بالخط البروتو-سينائي، الذي يُعتبر من أقدم الأشكال المعروفة للكتابة الأبجدية في التاريخ.

الاكتشافات المحيطة تعزز الفرضية

Advertisement

لا تقتصر اكتشافات بار-رون على اسم موسى فحسب، بل تشمل أيضاً أدلة على صراعات دينية في الموقع. فقد وجد نقوشاً تشير إلى عبادة الإله السامي “إيل”، بالإضافة إلى آثار تدل على محو متعمد لأسماء الآلهة المصرية، وخاصة الإلهة حتحور.

كما أعاد بار-رون فحص 22 نقشاً إضافياً من الموقع نفسه، يدّعي أنها تعزز فرضيته حول وجود الإسرائيليين في مناجم سيناء المصرية خلال فترة الأسرة الثانية عشرة. ويشير الباحث إلى وجود معبد محروق مخصص للإلهة بعلت، بالإضافة إلى إشارات في النقوش تتحدث عن العبودية والمراقبين ورفض عبادة الأصنام.

دعم أكاديمي وانتقادات حادة

حصل بار-رون على دعم من مستشاره الأكاديمي الدكتور بيتر فان در فين من جامعة ماينز الألمانية، والذي أكد قراءة الباحث قائلاً: “أنت محق تماماً، لقد قرأته أيضاً، إنه ليس من نسج الخيال”. كما أيّد عالم المصريات ديفيد رول هذا التفسير، معتبراً أن النقوش تشكل دليلاً قوياً على الوجود الإسرائيلي في سيناء.

ومع ذلك، واجهت هذه الادعاءات انتقادات حادة من خبراء آخرين. فقد وصف الدكتور توماس شنايدر، عالم المصريات في جامعة كولومبيا البريطانية، هذه الادعاءات بأنها “غير مثبتة تماماً ومضللة”، محذراً من “التحديدات التعسفية للحروف التي قد تشوه التاريخ القديم”.

موقع سربيت الخادم ونقوشه التاريخية

Advertisement

يقع موقع سربيت الخادم في جنوب غرب شبه جزيرة سيناء، وقد استُخدم كمنجم للفيروز خلال عصر المملكة المصرية الوسطى. تم اكتشاف النقوش البروتو-سينائية لأول مرة في الموقع عام 1904 على يد عالم الآثار البريطاني السير فليندرز بيتري وزوجته هيلدا.

يضم الموقع بقايا معبد مخصص للإلهة حتحور، المعروفة محلياً باسم “سيدة الفيروز”، والذي يُعتبر من أهم المواقع الأثرية المصرية في شبه جزيرة سيناء. وقد عثر الأثريون على العشرات من النقوش والكتابات الصخرية التي تركها العمال والكهنة المصريون على مدى قرون عديدة.

الجدل الأكاديمي مستمر

لم تخضع دراسة بار-رون بعد للمراجعة الأكاديمية المعتادة، حيث قدم ورقته البحثية المكونة من 213 صفحة تحت عنوان “أطروحة أولية” لجامعة أرئيل للمراجعة الأكاديمية. ويعترف الباحث نفسه بإمكانية عدم صمود نتائجه أمام المراجعة النقدية للخبراء.

وتبقى قراءة النقوش البروتو-سينائية تحدياً كبيراً للباحثين، نظراً لندرة النصوص المعروفة في هذا الخط القديم، حيث يعتمد كل تفسير مقترح على مجموعة لا تتجاوز الأربعين نصاً، معظمها تضرر بفعل عوامل التعرية والزمن.

تداعيات الاكتشاف المزعوم

Advertisement

إذا ثبتت صحة ادعاءات بار-رون، فقد يشكل هذا الاكتشاف أول دليل أثري مباشر على وجود موسى كشخصية تاريخية خارج النصوص الدينية. وسيكون لهذا تأثير كبير على فهم العلماء للفترة التاريخية المرتبطة بقصة الخروج من مصر.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من الاستعجال في قبول مثل هذه الادعاءات الاستثنائية دون أدلة قاطعة ومراجعة علمية شاملة من قبل المتخصصين في هذا المجال. ويؤكدون أن مثل هذه الاكتشافات تحتاج إلى تأكيد مستقل من باحثين آخرين قبل أن تُقبل كحقائق تاريخية راسخة.