أعلنت شركة ميتا عن إطلاق “نموذج العالم الذكي” V-JEPA 2، الذي يمثل طفرة جديدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي لفهم البيئة المادية ثلاثية الأبعاد، ما يعزز قدرات الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة.
نموذج العالم الذكي يغيّر أسلوب التفاعل مع الواقع الفيزيائي
أوضحت ميتا أن نموذج V-JEPA 2 يستخدم بنية التنبؤ التضمينية للفيديو، ويضم 1.2 مليار معامل. وقد تدرب على أكثر من مليون ساعة من مقاطع الفيديو ومليون صورة متنوعة، ما يمنحه قدرة استثنائية على تحليل التفاعلات الفيزيائية وفهم كيفية تعامل البشر مع الأجسام.
نموذج العالم الذكي يسبق منافسيه في الأداء والكفاءة
أشارت الشركة إلى أن النموذج يتفوق في معالجة البيانات على نموذج “كوزموس” من نفيديا بسرعة تصل إلى 30 ضعفاً. وهو لا يعتمد على بيانات مصنفة تقليدية، بل يستخدم تمثيلات كامنة مبسطة، مما يعزز كفاءته مقارنة بالنماذج التي تتطلب تدريباً مكثفاً.
تمكّن هذه المقاربة النموذج من التنبؤ بسلوك الأجسام في الفضاء، مثل إدراك أن جسماً غير مرئي لم يختف بل لا يزال موجوداً، وهي ميزة تقرب الذكاء الاصطناعي من الفهم الحدسي لقوانين الفيزياء.
الروبوتات تكتسب قدرات غير مسبوقة بفضل نموذج العالم الذكي
كشفت ميتا أن الروبوتات المزودة بـ V-JEPA 2 استطاعت تنفيذ مهام معقدة، مثل الإمساك بالأشياء ووضعها بدقة في مواقع جديدة، حتى في بيئات غير مألوفة ودون تدريب مسبق. وهو ما يفتح مجالات تطبيق متعددة تشمل المصانع والمنازل والمستشفيات.
نموذج العالم الذكي في صميم تقنيات القيادة الذاتية
تروج ميتا لاستخدام النموذج في السيارات ذاتية القيادة، مؤكدة أنه يوفر فهماً لحظياً للبيئة المحيطة يمكن المركبات من اتخاذ قرارات ذكية وآمنة. وتعتبر الشركة أن هذا التطور يمثل خطوة مهمة في المنافسة مع شركات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبحسب تصريحات مارك زوكربيرغ، فإن الذكاء الاصطناعي يُعد أولوية استراتيجية قصوى لميتا. وقد أعلنت الشركة عن نيتها استثمار ما يقارب 14 مليار دولار في شركة “سكيل إيه آي” لتعزيز مكانتها في هذا القطاع الحيوي.
يرى خبراء أن نموذج العالم الذكي سيشكل نقلة نوعية في علاقة الإنسان بالآلة، معززاً آفاق التعاون بين الذكاء الاصطناعي والواقع المادي بشكل غير مسبوق.