وفاة الممثل والمخرج الأمريكي الأسطورة روبرت ريدفورد عن عمر 89 عاماً

توفي الممثل والمخرج الأمريكي الأسطوري روبرت ريدفورد عن عمر 89 عاماً في منزله بصندانس، مخلفاً إرثاً فنياً وإنسانياً حافلاً

فريق التحرير
فريق التحرير
وفاة الممثل والمخرج الأمريكي الأسطورة روبرت ريدفورد عن عمر 89 عاماً

ملخص المقال

إنتاج AI

توفي روبرت ريدفورد، نجم هوليوود الأسطوري، عن عمر يناهز 89 عامًا في منزله في ولاية يوتا. اشتهر بأدواره في أفلام مثل "بوتش كاسيدي وطفل صندانس" و"كل رجال الرئيس"، بالإضافة إلى إخراجه أفلامًا حائزة على جوائز مثل "الناس العاديون". أسس مهرجان صندانس للأفلام المستقلة وكان ناشطًا بيئيًا.

النقاط الأساسية

  • توفي روبرت ريدفورد، رمز هوليوود، في منزله في يوتا عن عمر يناهز 89 عامًا.
  • اشتهر بأدواره في أفلام مثل "بوتش كاسيدي" و"كل رجال الرئيس"، وفاز بالأوسكار عن "الناس العاديون".
  • أسس معهد صندانس ومهرجانه، وكان ناشطًا بيئيًا واجتماعيًا، وحصل على وسام الحرية الرئاسي.

توفي النجم الأمريكي الأسطوري روبرت ريدفورد، صباح اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، في منزله بـصندانس في جبال يوتا عن عمر يناهز 89 عاماً، محاطاً بأحبائه في المكان الذي أحبه أكثر من أي مكان آخر في العالم. أكدت وفاته المتحدثة الرسمية سيندي برغر، الرئيسة التنفيذية لشركة العلاقات العامة روجرز وكاون PMK، في بيان رسمي قالت فيه إنه رحل بسلام أثناء النوم.

يُعد ريدفورد من أهم رموز هوليوود الذهبية، حيث برز كنجم رائد في أواخر الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ليصبح واحداً من أكثر الأسماء جذباً لشباك التذاكر في العقود التالية. اشتهر بشعره الأشقر المتموج وابتسامته الساحرة، لكنه تجاوز مجرد الجمال الخارجي ليقدم أداءات عميقة ومؤثرة في مجموعة متنوعة من الأفلام.

الأعمال الأيقونية والنجاحات السينمائية

من أبرز أعمال ريدفورد الناجحة فيلم “بوتش كاسيدي وطفل صندانس” (1969) الذي شاركه فيه البطولة النجم بول نيومان، حيث جسدا شخصيتي اللصين المحبوبين في قصة رومانسية عن الغرب الأمريكي. حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً رغم انتقادات النقاد في البداية، وساعد في ترسيخ مكانة ريدفورد كنجم هوليوودي من الطراز الأول.

كما برز في فيلم الإثارة “كل رجال الرئيس” (1976) الذي تناول فضيحة ووترغيت والصحافة الاستقصائية التي كشفت الفضيحة السياسية التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون. حصل على ترشيحه الوحيد لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره في فيلم “الغش” (The Sting) عام 1973، والذي جمعه مرة أخرى مع بول نيومان في قصة نصابين أثناء فترة الكساد الكبير.

قدم ريدفورد أيضاً أدواراً رومانسية مؤثرة في أفلام مثل “الطريق التي كنا عليها” مع باربرا سترايساند “خارج أفريقيا” مع ميريل ستريب، مما أظهر تنوعه الفني وقدرته على التألق في أنواع سينمائية مختلفة.

Advertisement

النجاح في الإخراج والحصول على الأوسكار

انتقل ريدفورد إلى الإخراج عام 1980 مع فيلم “الناس العاديون” (Ordinary People)، وهو دراما عائلية عن أسرة تواجه أزمة نفسية بعد مأساة شخصية. حصل الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، كما فاز ريدفورد بجائزة أفضل مخرج، مما جعله واحداً من النجوم القلائل الذين نجحوا في التحول من التمثيل إلى الإخراج بتميز.

واصل ريدفورد إخراج أفلام مهمة أخرى مثل “نهر يجري خلاله” (A River Runs Through It) و”عرض الاختبار” (Quiz Show) الذي رُشح عنه لجائزة أوسكار أفضل مخرج مرة ثانية عام 1994. تميزت أفلامه الإخراجية بتناولها قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، مع التركيز على تعقيدات الحالة الإنسانية.

مؤسس مهرجان صندانس للأفلام المستقلة

أسس ريدفورد معهد صندانس عام 1981 كمنظمة غير ربحية لدعم صناع الأفلام المستقلين الناشئين، والذي تطور ليصبح مهرجان صندانس السينمائي السنوي في بارك سيتي بولاية يوتا. يُعتبر المهرجان اليوم من أهم منصات إطلاق المواهب السينمائية الجديدة، حيث ساهم في بداية مسيرة مخرجين مشهورين مثل كوينتن تارانتينو والأخوين كوين وكريستوفر نولان.

وصفته صحيفة نيويورك تايمز عام 1989 بأنه “الأب الروحي لحركة السينما المستقلة الأمريكية”، نظراً لدوره المحوري في تطوير هذا القطاع وإتاحة الفرص أمام المبدعين الشباب. استخدم ريدفورد شهرته ونفوذه في هوليوود لخدمة قضايا فنية واجتماعية أوسع من مجرد النجومية التقليدية.

Advertisement

النشاط البيئي والسياسي

إلى جانب مسيرته الفنية، كان ريدفورد ناشطاً بيئياً ومدافعاً عن قضايا العدالة الاجتماعية لعقود. بعد انتقاله إلى يوتا عام 1961، قاد حملات لحماية المناظر الطبيعية في الولاية والغرب الأمريكي عموماً. حصل على وسام الحرية الرئاسي عام 2016 تقديراً لإسهاماته الفنية والاجتماعية.

في أكتوبر 2020، كتب مقالاً في CNN عبّر فيه عن قلقه من عدم الاهتمام الكافي بتغير المناخ وسط حرائق الغابات المدمرة في غرب الولايات المتحدة. أسس مع ابنه الراحل جيمس ريدفورد مركز ريدفورد عام 2005 للتوعية البيئية والعمل من أجل المناخ.

الحياة الشخصية والإرث الإنساني

عانى ريدفورد من مأساة شخصية عندما توفي ابنه جيمس عام 2020 عن عمر 58 عاماً بسبب سرطان القنوات الصفراوية في الكبد. وصف ممثلو ريدفورد الحزن بأنه “لا يُقاس عند فقدان طفل”، مؤكدين أن “إرث جيمس سيستمر من خلال أطفاله وفنه وصناعة الأفلام وشغفه المكرس للحفاظ على البيئة”.

واصل ريدفورد التمثيل حتى سن متأخرة، حيث ظهر في فيلم “كل شيء ضائع” عام 2013 في دور بحار يكافح للبقاء على قيد الحياة في البحر، وهو فيلم بلا حوارات تقريباً أظهر مهارته التمثيلية الاستثنائية. آخر أعماله التمثيلية كان فيلم “الرجل العجوز والبندقية” عام 2018، والذي أعلن بعده اعتزاله التمثيل، رغم عودته لأداء صوتي في عدة أعمال لاحقة.

Advertisement

يُذكر أن ريدفورد وُلد في سانتا مونيكا بكاليفورنيا عام 1936، ونشأ في أسرة من الطبقة العاملة، حيث عمل والده في عدة وظائف منها بائع الحليب والمحاسب. يترك وراءه زوجته سيبيل زاغارس ريدفورد وابنتيه شونا وإيمي وأحفاده، بالإضافة إلى إرث فني وإنساني لا يُنسى في تاريخ السينما الأمريكية والعالمية.