عودة البرهان إلى الخرطوم شكلت حدثاً مفصلياً في مسار النزاع السوداني، إذ وصل الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
عودة البرهان إلى الخرطوم تعيد الأمل في استعادة الدولة
هبطت الطائرة الرئاسية التي تقل البرهان على مدرج مطار الخرطوم الدولي، في لحظة وصفها مراقبون بالرمزية لتجدد حضور الدولة في قلب العاصمة. يُعد هذا أول هبوط لطائرة مدنية منذ توقف المطار بسبب القتال المستمر.
أعقب الهبوط توجّه البرهان إلى مقر القيادة العامة للجيش، حيث استُقبل من قبل رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين، الذي قدّم له تقارير أمنية وعسكرية شاملة.
عودة البرهان إلى الخرطوم تؤشر لتحول عسكري ميداني
استعرض البرهان مع القادة العسكريين استعادة الجيش للعديد من المنشآت الحيوية، من بينها القصر الجمهوري والمطار، بالإضافة إلى عمليات تمشيط شاملة في شرق وجنوب الخرطوم بمشاركة قوات الاحتياطي المركزي.
في السياق ذاته، أجرى رئيس الوزراء كامل إدريس جولة ميدانية لتفقد المنشآت الخدمية المتضررة، معلناً خطة لإعادة إعمار العاصمة وتشغيل المطار قبل نهاية العام.
وتضم الخطة أيضاً صيانة الجسور والبنية التحتية، كما شدد إدريس على أن إعادة تشغيل وزارة الداخلية وتفعيل أجهزة الشرطة تمثل أولوية حكومية.
في خطوة موازية، أصدر البرهان قراراً بإخلاء العاصمة من التشكيلات العسكرية غير النظامية خلال أسبوعين، وتشكيل لجنة لتأمين المؤسسات والخدمات الأساسية.
يرى المراقبون أن هذه التطورات تؤكد رغبة القيادة الانتقالية في فرض الاستقرار واستعادة حضور الدولة في العاصمة بعد شهور من غياب المؤسسات الرسمية.
تأتي هذه الإجراءات بعد انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق واسعة من الخرطوم، وهو ما أتاح للقوات المسلحة إعادة بسط نفوذها في المدينة، خصوصاً عبر جسر جبل أولياء.
كما صرح البرهان خلال جولته أن الحكومة تسعى لاستعادة الأداء التنفيذي من الخرطوم خلال ستة أشهر، بالتزامن مع الجهود الجارية لتأهيل الجسور وتشغيل المرافق الأمنية.
من جانبه، أشار إدريس إلى أن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 700 مليار دولار، نصفها مخصص لإصلاح ما دمرته الحرب في العاصمة تحديداً.
عودة البرهان إلى الخرطوم تحمل في طياتها رسائل سياسية وعسكرية تهدف لطمأنة السكان، وسط ترقب شعبي لإمكانية عودة الحياة الطبيعية والخدمات الأساسية تدريجياً.