أعلن نادي فورتونا دوسلدورف الألماني تراجعه الرسمي عن ضم المهاجم الإسرائيلي شون فايسمان، بعد موجة غضب جماهيرية رافقت الإعلان عن المفاوضات. وأوضح النادي أن قراره مبني على دراسة شاملة لشخصية اللاعب وتوافقه مع مبادئ النادي وقيمه الإنسانية، وفقا لصحيفة “بيلد” الألمانية.
تراجع فورتونا دوسلدورف جاء بعد عريضة جماهيرية
تلقى النادي المشارك في دوري الدرجة الثانية الألمانية عريضة إلكترونية موقّعة من مئات المشجعين تطالب بوقف الصفقة. استندت الحملة إلى منشورات لفايسمان على منصات التواصل الاجتماعي، أُدرجت ضمنها إعجابات وتصريحات وُصفت بأنها تحريضية وتمس مبادئ حقوق الإنسان.
منشورات مثيرة للجدل تطيح بالصفقة
من بين ما أثار الجدل إعجاب فايسمان بتغريدة دعت إلى “محو غزة من على الخريطة”، إضافة إلى تعليقات تتضمن إشارات للعنف السياسي، ما دفع مشجعي النادي إلى التعبير عن رفضهم القاطع للتعاقد مع لاعب يعبّر عن مواقف اعتُبرت “غير أخلاقية” و”تحريضية”.
شدد فورتونا دوسلدورف في بيانه الرسمي على أن الصفقة أُلغيت بسبب تعارض موقف اللاعب مع المبادئ الأساسية التي يلتزم بها النادي، والتي تحظر الكراهية والتحريض داخل الملاعب الرياضية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
رد فايسمان: لحظة عاطفية لا تُمثّلني
رد شون فايسمان على قرار فورتونا دوسلدورف عبر حسابه في “إنستغرام”، مؤكداً أنه “لا يروّج للكراهية”، وأن التفاعل مع التغريدة حدث في لحظة تأثر عاطفي بسبب أحداث 7 أكتوبر. وأضاف أنه “من الممكن معارضة إيذاء الأبرياء من الجانبين”، داعياً إلى عدم تقييمه بناءً على إعجابات وتعليقات لحظية.
واعتبر فايسمان أن تصويره كرمز للكراهية أمر غير منصف، مؤكداً احترامه لقيم الرياضة والإنسانية، ومشدداً على ضرورة الفصل بين المواقف السياسية والهوية الرياضية.
توجه ألماني للفصل بين الرياضة والسياسة
يعكس تراجع فورتونا دوسلدورف نهجاً متبعاً في الكرة الألمانية، التي تسعى إلى فصل الرياضة عن السياسة. وقد اتخذت اتحادات ألمانية عدة قرارات سابقة تعاقب اللاعبين على مواقف سياسية تمس القيم الأخلاقية أو تتضمن تحريضاً، بصرف النظر عن هوية الطرف المستهدف.
بهذا القرار، وجّه فورتونا دوسلدورف رسالة واضحة حول التزامه بالمسؤولية الاجتماعية، رافضاً أن تكون صفوفه منصة لأي نوع من التحريض أو الكراهية، حتى وإن جاء ذلك على حساب الصفقات الرياضية.