في مشهد مؤثر هز الساحة الكروية العالمية، ظهر المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني باكياً أمام وسائل الإعلام، موجهاً رسالة صادقة إلى جماهير الأرجنتين والعالم: “استمتعوا بميسي قبل رحيله”. جاءت هذه اللحظة خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة الأرجنتين وفنزويلا ضمن تصفيات كأس العالم 2026، حيث أصبح من المرجح أن تكون المواجهة إحدى آخر لحظات النجم ليونيل ميسي بقميص التانغو على أرض بلاده.
لحظة بكاء وتقدير غير مسبوق
لم يستطع سكالوني تمالك دموعه عندما وُجه له سؤال حول مستقبل ميسي مع المنتخب، ليرد بصوت متأثر: “ستكون مباراة الغد لحظة مميزة جداً… نحن سعداء بوجود ليونيل هنا، ونأمل أن يتمكن هو والجماهير من الاستمتاع بهذه اللحظة”. وأضاف: “أن تكون زميله وتمرير الكرة له كان شرفاً. تحقيق لقب كأس العالم 2022 معه أمر لن يُنسى أبداً. مع الوقت فقط سندرك عظمة هذه اللحظات”، مؤكداً أن توديع الأسطورة ميسي سيكون لحظة تاريخية لا تتكرر بسهولة.
هل تكون مباراة الوداع؟
ورغم الأجواء العاطفية، أشار سكالوني إلى أن قرار الاستمرار أو الاعتزال بيد ميسي وحده، قائلاً: “ربما لن تكون هذه آخر مباراة له في الأرجنتين، سنحرص على إشراكه في أخرى، لكن يجب أن نستمتع بكل دقيقة يلعبها”. القرار النهائي بات مرهوناً برغبة صاحب الكرة الذهبية ثماني مرات، وعشاق المستديرة في انتظار أن تُحسم الأمور رسمياً، خصوصاً أن عمر ميسي اقترب من 39 عاماً مع اقتراب مونديال 2026.
ميسي.. أسطورة لا تتكرر
منذ أكثر من 20 عاماً، حمل ميسي قميص المنتخب في أكثر من 190 مباراة دولية وسجل 112 هدفاً، وصنع أجيالاً من اللحظات الاستثنائية. قاد التانغو نحو أمجاد الكوبا أمريكا 2021 للمرة الأولى منذ عقود، وقبله نهائي مونديال 2014، وأخيراً تحقيق الحلم الأكبر بالفوز بكأس العالم 2022 في قطر—لتتويج مسيرة كروية جعلت اسمه مرادفاً للموهبة والاجتهاد والإصرار.
الأرجنتين تودع رمزها بتصفيات حسمتها مبكراً
يأتي المؤتمر الصحفي العاطفي بينما نجح منتخب الأرجنتين في ضمان التأهل بالفعل إلى كأس العالم 2026 بعد تصدره مجموعته بـ35 نقطة بفارق 10 نقاط عن الإكوادور. وتحمل مباراة فنزويلا طابعاً خاصاً ليس فقط بقيمتها في التصفيات، بل بقيمتها الرمزية بالنسبة للجماهير التي تتهيأ لتوديع قائدها على استاد مونومنتال وسط هتافات الحملات الزرقاء والبيضاء: “شكراً ميسي”.
إشادة الأسطورة بنفسه: “ستكون مباراة مميزة”
من جانبه، حرص ميسي نفسه على التأكيد أمام الصحفيين أن كل لحظة على أرض بلاده تمثل له قيمة خاصة، قائلاً: “ستكون المباراة مميزة بالنسبة لي. لا أعلم إن كانت الأخيرة، لكني أعيش الحاضر وأتمتع بكل دقيقة مع الأرجنتين”. ووسط التكريم والأغاني والتصفيق، تدور الأنظار نحو الملعب لرؤية ماذا سيفعل صاحب الرقم عشرة في واحدة من آخر رقصاته على أرض الوطن.
إرث خالد ونهاية رحلة استثنائية
اختلطت مشاعر الفخر بالحزن في عيون سكالوني والجماهير التي طالما رافقت ميسي في الانكسارات والانتصارات. ستبقى كلماتهما وتلك الدموع محفورة في ذاكرة كرة القدم العالمية، ليواصل الجميع ترديد رسالة المدرب الأرجنتيني: “استمتعوا بميسي… فربما لن ترى الملاعب لاعباً مثله مجدداً”.