تبديل أثار الجدل في مباراة مصيرية
أثار خروج إمام عاشور المبكر في إحدى مباريات منتخب مصر الأخيرة حالة واسعة من الجدل بين الجماهير ومحللي الكرة، خصوصًا أن اللاعب يعد من أهم أوراق الفراعنة الهجومية في خط الوسط، وأن التبديل جاء في توقيت مبكر لا يحدث عادة مع نجم بحجم عاشور إلا لسبب قوي. كثيرون اعتقدوا في البداية أن الأمر يعود لإصابة مفاجئة أو أزمة انضباطية، قبل أن يخرج المدير الفني حسام حسن ليوضح موقفه بشكل صريح في المؤتمر الصحفي وتصريحات إعلامية لاحقة.
حسام حسن: التغيير «فني 100%» وليس بسبب إصابة
في مواجهة أسئلة الإعلام والجمهور، أكد حسام حسن أن تبديل إمام عاشور لم يكن نتيجة إصابة جديدة أو مشكلة صحية طارئة، بل كان قرارًا فنيًا بحتًا اتخذه وفقًا لقراءته للمباراة وحالة اللاعب داخل الملعب. أوضح أنه لا يخشى اتخاذ أي قرار تكتيكي حتى لو تعلق بنجم جماهيري، وأنه يفضّل دائمًا ما يراه في مصلحة المنتخب داخل المستطيل الأخضر على أي اعتبارات أخرى، مضيفًا: «التبديل كان فني 100%.. أنا شايف كده، ومسؤول عن قراري».
العامل البدني.. «ليست إصابة لكن التأثير واضح»
رغم نفيه وجود إصابة آنية، أشار حسام حسن إلى أن الحالة البدنية لإمام عاشور لعبت دورًا مهمًا في قرار خروجه، خاصة أن اللاعب مرّ في الفترة الأخيرة بوعكة صحية ومرحلة صعبة أثّرت على جاهزيته الكاملة. قال المدرب إن إمام «عائد من مرض قوي» وإنه يرى بعينه داخل الملعب أن سرعة رد الفعل والمجهود المبذول لا يصلان بعدُ إلى المستوى المطلوب لمباراة رسمية قوية، لذلك فضّل حمايته من الإرهاق ومن احتمالات التعرض لإصابة حقيقية لو استمر بنفس النسق.
من هذا المنطلق، اعتبر حسام أن التبديل يجمع بين البعد الفني والحرص البدني: فني لأنه أراد تنشيط خط الوسط ودعم الضغط في مناطق معينة من الملعب، وبدني لأنه رأى أن استمرار إمام قد يضر باللاعب نفسه وبالتوازن العام داخل الفريق في تلك اللحظة.
ردود فعل متباينة على قرار التغيير
أوساط تحليلية عدة وصفت قرار استبدال عاشور بأنه «غريب» في توقيته، معتبرة أن اللاعب لم يكن الأسوأ في الملعب وأن تطوره التكتيكي وقدرته على التحول السريع من الدفاع للهجوم يجعلان خروجه المبكر علامة استفهام من الناحية الكروية. بعض المحللين رأى أن حسام ربما تسرّع في القرار، وأنه كان يمكن الانتظار حتى نهاية الشوط أو تعديل أدوار اللاعب داخل الملعب بدلًا من استبداله بالكامل، خاصة أن إمام من العناصر القادرة على صنع الفارق بتمريرة حاسمة أو تسديدة مفاجئة.
في المقابل، دافع آخرون عن رؤية حسام، مؤكدين أن الجهاز الفني يمتلك معلومات أدق عن تقارير اللياقة البدنية وحالة اللاعب خلال المعسكر، وأن المدرب قرأ إشارات مبكرة على تراجع مردود عاشور فاختار التبديل قبل أن يتأثر الأداء العام للفريق. هؤلاء يرون أن الجدل طبيعي لأن اللاعب محبوب وجماهيري، لكن في النهاية يبقى الحكم على القرار مرتبطًا بنتيجة المباراة وانعكاس التغييرات على أداء المنتخب.
حسام حسن: «تعلمنا الدرس» ورسالة للاعبين
في تصريحات لاحقة، أشار حسام حسن إلى أن الجهاز الفني «تعلّم الدرس» من المباريات السابقة التي شهدت تراجعًا بدنيًا في الدقائق الأخيرة، لذلك بات التركيز أكبر على اختيار التوقيت المناسب للتبديلات لمنع استقبال أهداف في الأوقات الحرجة. ووجّه رسالة واضحة للاعبين بأن المشاركة الأساسية ليست «حقًا مكتسبًا»، وأن أي لاعب قد يتعرض للتبديل في أي وقت إذا رأى الجهاز الفني أن ذلك في مصلحة المنتخب، مع التأكيد على أن القرارات لا تحمل طابعًا شخصيًا أو عقابيًا.
بهذا التفسير، يحاول حسام حسن إغلاق باب الاجتهادات حول وجود أزمة خفية مع إمام عاشور، موضحًا أن المسألة لا تتجاوز كونها قناعة فنية ظرفية مرتبطة بمباراة معينة وحالة بدنية محددة، وأن اللاعب سيظل ضمن حساباته طالما التزم وجاهز بدنيًا ونفسيًا لخدمة قميص المنتخب.




