أثارت وفاة العداء فوجا سينغ إثر حادث دهس في البنجاب الهندية صدمة كبيرة، منهية مسيرة رياضية ألهمت الملايين حول العالم.وفقا لوكالة رويترز.
تفاصيل وفاة العداء فوجا سينغ والتحقيقات الجارية
أعلنت شرطة جالاندهار أن سيارة مجهولة دهسته أثناء عبوره الطريق الريفي في قرية بياس، حوالى الساعة 3:30 عصراً.
نُقل سينغ إلى مستشفى «شريمان»، لكن إصاباته البليغة في الرأس والضلوع كانت قاتلة، ليفارق الحياة بعد خمس ساعات.
الضابط هارفيندر سينغ أوضح أن الشرطة تراجع لقطات الكاميرات لتحديد هوية السيارة، وفتحت قضية ضد مجهول بتهمة القيادة المتهورة.
وفاة العداء فوجا سينغ تثير ردود فعل واسعة
أكد نادي «سيخز إن ذا سيتي» اللندني خبر الوفاة، وأعلن تخصيص أنشطته المقبلة لتأبينه وبناء «مسار فوجا سينغ» شرق لندن.
كتب رئيس الوزراء ناريندرا مودي عبر منصة “إكس” أنه رياضي استثنائي ألهم الشباب بالعزيمة والإصرار.
نعاه الكاتب خوشوانت سينغ قائلاً: “لم يعد إعصاري ذو العمامة بيننا”، فيما وصفه الاتحاد البريطاني لألعاب القوى بـ”أيقونة الزمن”.
توافد آلاف العدّائين من مدن مثل لندن وتورونتو وهونغ كونغ لتبادل ذكرياتهم وصوره عبر حسابات النادي.
مسيرة ملهمة بدأت بعد الثمانين
وُلد سينغ عام 1911 في بياس بالبنجاب، وتأخر في المشي حتى الخامسة بسبب ضعف الساقين.
هاجر إلى لندن عام 1992 بعد وفاة زوجته، وبدأ الجري كمصدر لتفريغ حزنه متأثراً بماراثون شاهده على التلفاز.
في سن 89، أنهى أول ماراثون بلندن بزمن 6 ساعات و54 دقيقة، محطماً رقماً قياسياً لمن تجاوز التسعين عاماً.
عام 2003، سجّل أفضل توقيت له في ماراثون تورونتو بزمن 5 ساعات و40 دقيقة.
وفاة العداء فوجا سينغ تنهي مسيرة لا تُنسى
دخل التاريخ عام 2011 كأول من أكمل ماراثوناً بعد سن المئة، لكنه لم يُسجَّل في «غينيس» لعدم وجود شهادة ميلاد رسمية.
حمل شعلة أولمبياد أثينا 2004 ولندن 2012، واعتزل السباقات عام 2013 وهو في عمر 101 سنة.
اعتمد سينغ على نظام غذائي نباتي صارم، وبدأ يومه بالمشي 5 كيلومترات وتمارين إطالة قبل شروق الشمس.
استمر على هذا الروتين الصارم حتى صباح وفاته، مما يعكس التزامه اللافت بنمط حياة رياضي.
تأثير فوجا سينغ الإنساني والمجتمعي
لعب دور سفير في مبادرات خيرية، وجمع ملايين الروبيات لمستشفيات الأطفال بمشاركته في السباقات الخيرية.
سعى لتصحيح الصورة النمطية عن الطائفة السيخية، وظهر في حملات إعلانية مع نجوم مثل ديفيد بيكهام ومحمد علي.
وفاة العداء فوجا سينغ لا تمثل نهاية قصة فرد، بل ختام فصل ملهم في تاريخ الرياضة الإنسانية.
