بداية حذرة تحت ضغط التوقعات
حجز المنتخب الإماراتي الأول لكرة القدم بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس العرب 2025 بعد فوز ثمين على نظيره الجزائري بركلات الترجيح، في مواجهة مثيرة احتضنها ملعب البيت في العاصمة القطرية الدوحة. دخل الأبيض اللقاء تحت ضغط كبير من جماهيره التي كانت تنتظر ردًّا عمليًا بعد تذبذب الأداء في أوقات سابقة، بينما خاض منتخب الجزائر المباراة بصفته حامل اللقب وطامحًا إلى مواصلة رحلة الدفاع عن تاجه العربي.
شهدت الدقائق الأولى جس نبض واضح بين الطرفين، حيث ركز المنتخب الإماراتي على الانضباط الدفاعي وإغلاق المساحات أمام مفاتيح لعب الجزائر، مع الاعتماد على التحول السريع إلى الهجوم عند استرجاع الكرة. في المقابل، حاول محاربو الصحراء فرض سيطرتهم على وسط الملعب وتدوير الكرة بحثًا عن ثغرة في الدفاع الإماراتي، لكن المحاولات اصطدمت بتألق الحارس وانضباط الخط الخلفي، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي دون أهداف.
شوط الأهداف وقلب النتيجة
مع بداية الشوط الثاني، دخل المنتخب الجزائري بصورة أكثر جرأة واندفاعًا نحو المرمى الإماراتي، مستغلًا ضغطه العالي على حامل الكرة. وأسفر هذا النهج عن تسجيل هدف التقدم بعد خطأ دفاعي داخل منطقة الجزاء، ليجد الأبيض نفسه متأخرًا في النتيجة ومعرّضًا للخروج من البطولة إذا لم ينجح في العودة سريعًا.
رد الفعل الإماراتي جاء قويًا، حيث دفع الجهاز الفني بمزيد من النزعة الهجومية عبر الأطراف وزاد من الكثافة الهجومية في الثلث الأخير من الملعب. وترجم الأبيض تحسّن أدائه بتسجيل هدف التعادل الذي أعاد المباراة إلى نقطة الصفر وأشعل حماس الجماهير في المدرجات. بعد الهدف، تحولت المواجهة إلى صراع مفتوح، مع فرص خطيرة متبادلة، أبرزها تسديدة إماراتية قوية تصدى لها الحارس الجزائري ببراعة وفرص من الجانب الآخر مرت بجوار القائم، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي ويتجدد الصراع في الأشواط الإضافية.
أشواط إضافية مشحونة وركلات حاسمة
شهد الشوطان الإضافيان تراجعًا في الإيقاع البدني لدى اللاعبين، مع زيادة الحذر الدفاعي من الطرفين خوفًا من تلقي هدف متأخر يصعب تعويضه. اكتفى كل منتخب بعدد محدود من المحاولات الهجومية، بينما كانت العيون تتجه تدريجيًا نحو ركلات الترجيح باعتبارها السيناريو الأقرب لحسم بطاقة العبور إلى نصف النهائي.
في ركلات الترجيح، قدّم الحارس الإماراتي واحدة من أفضل مبارياته، بعد أن نجح في التصدي لإحدى الركلات الحاسمة، مانحًا زملاءه دفعة معنوية كبيرة في أصعب لحظات اللقاء. أظهر لاعبو الأبيض ثباتًا انفعاليًا وتركيزًا عاليًا في تنفيذ ركلاتهم، ليستطيع المنتخب الإماراتي في النهاية حسم النتيجة لصالحه، وتعلن الركلة الأخيرة تأهله رسميًا إلى المربع الذهبي وسط فرحة عارمة في المدرجات وبين أعضاء الجهازين الفني والإداري.
خطوة جديدة في طريق الحلم
يمثل هذا التأهل منعطفًا مهمًا في مسيرة المنتخب الإماراتي، إذ يعكس تطورًا في شخصيته وقدرته على العودة في النتيجة أمام منافس قوي بحجم الجزائر. كما يمنح الفوز الجهاز الفني واللاعبين دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهة نصف النهائي، ويعزز ثقة الجماهير في قدرة الأبيض على الذهاب بعيدًا في البطولة. ومع هذا الانتصار، يواصل المنتخب كتابة فصول جديدة في تاريخه العربي، ويُبقي حلم بلوغ النهائي والمنافسة على اللقب حاضرًا بقوة في أذهان عشاق كرة القدم الإماراتية.




