حصري لـ “لنا” مسؤول في HP: الذكاء الاصطناعي لخدمة البشر وليس لاستبدالهم

أكد بيتر أوغانيسيان من HP أن تخصيص أدوات الذكاء الاصطناعي لكل موظف هو المفتاح لرفع الإنتاجية، مع الحفاظ على خصوصية البيانات وتحسين تجربة العمل.

فريق التحرير
فريق التحرير
HP تقدم أجهزة الذكاء الاصطناعي المخصصة

ملخص المقال

إنتاج AI

خلال مشاركته في "جيتكس دبي"، أكد بيتر أوغانيسيان من HP على أهمية تخصيص أدوات الذكاء الاصطناعي للموظفين لرفع الإنتاجية. وكشف عن دور "حواسيب الذكاء الاصطناعي" الجديدة ومنصة الشركة في تحقيق ذلك مع ضمان خصوصية البيانات، مشيراً إلى أن عصر "المقاس الواحد" في التكنولوجيا قد انتهى.

النقاط الأساسية

  • أكد بيتر أوغانيسيان من HP على أهمية تخصيص أدوات الذكاء الاصطناعي للموظفين.
  • تراهن HP على "حواسيب الذكاء الاصطناعي" (AI PCs) لمعالجة البيانات داخلياً مع الحفاظ على الخصوصية.
  • تركز HP على منصة لإدارة الأجهزة بشكل استباقي، مما يقلل الأعطال ويزيد رضا الموظفين.

شدد بيتر أوغانيسيان من HP خلال مشاركته في “جيتكس دبي” على أن عصر “المقاس الواحد” في التكنولوجيا قد انتهى. وأكد أن تخصيص أدوات الذكاء الاصطناعي لكل موظف حسب طبيعة عمله هو السبيل لرفع الإنتاجية، كاشفاً عن دور “حواسيب الذكاء الاصطناعي” الجديدة ومنصة الشركة في تحقيق ذلك مع ضمان خصوصية البيانات.

في قلب صخب “جيتكس دبي”، حيث تتوهج الشاشات وتتردد المصطلحات الرنانة في كل زاوية، وحيث يَعِدُ الجميع بمستقبل يقوده الذكاء الاصطناعي، يتمسك بيتر أوغانيسيان بفكرة واحدة: التخصيص.

لكنه لا يقصد شعاراً أجوف، بل يشير إلى العمل الفعلي والدؤوب لمواءمة الأدوات التقنية مع الموظفين الحقيقيين داخل الشركات.
عند سؤاله عن المقارنة بين الشرق الأوسط وأفريقيا ومناطق أخرى، قال: “كنت أتنقل من عميل لآخر”، مشيراً إلى وجود فارق واضح. “فالإمارات اليوم تناقش الذكاء الاصطناعي المتقدم والفاعل، بينما لا تزال أسواق أخرى في المنطقة تخطو خطواتها الأولى في التحول الرقمي”. رسالته واضحة كنبرة خبير عملي: “يجب أن نبدأ من حيث يقف الناس، ونبني على ذلك”.

هذا التفاوت موجود أيضاً داخل الشركة الواحدة. يقول أوغانيسيان: “فكرة ‘المقاس الواحد الذي يناسب الجميع’ لم تعد مجدية. عبر تحميل الذكاء الاصطناعي المناسب على الجهاز المناسب، يمكنني تقديم هذا التخصيص الدقيق للأشخاص”. ويرسم سيناريو بسيطاً: موظف استقبال، مدير منتج، ورئيس تنفيذي. “ثلاث وظائف مختلفة، تحتاج ثلاث إعدادات مختلفة. الأداة الصحيحة للشخصية الصحيحة، لضمان نتيجة إيجابية”.

ويعود ليؤكد: “التخصيص هو المفتاح. الفرق المختلفة تحتاج أدوات ذكاء اصطناعي مختلفة لتكون منتجة”. فالمهمة ليست توزيع نفس التطبيق اللامع على الجميع، بل رفع سقف الإنتاجية عبر تكييف الأداة مع المهمة.

هنا يبرز دور أجهزة HP الجديدة. يشرح أوغانيسيان لماذا تراهن الشركة بقوة على “حواسيب الذكاء الاصطناعي” (AI PCs) المزودة بـ “وحدة معالجة عصبية” (NPU) مدمجة في الشريحة الأم. “نحن نتجه نحو تكنولوجيا تعالج البيانات داخلياً على الجهاز نفسه”.

Advertisement

هذا التحول له فوائد عملية مباشرة: أداء أسرع، وكفاءة أعلى في استهلاك الطاقة، واعتماد أقل على الخدمات السحابية. والأهم، وهو وعد يطمئن كل قسم قانوني وأمني في أي شركة: “الحفاظ على سرية البيانات الحساسة داخل الجهاز”. ويضيف: “الميزة الكبرى هي خصوصية بياناتك. أنت تشغل تطبيق الذكاء الاصطناعي على جهازك مباشرة، دون الحاجة لإرسال بياناتك إلى السحابة”.

خلف هذه التقنية، هناك هدف إنساني: تحرير الموظف من الأعمال المتكررة والمملة، ليصب تركيزه على الجوانب الأهم في وظيفته. “عندما نتخلص من الروتين، ونترك للموظف العمل الهادف فقط، فإنه بطبيعة الحال سينجز أكثر، سيستمتع بعمله، وسيعطي الشركة المزيد”. هذه هي الحجة الجوهرية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، بعيداً عن الضجيج، الهدف هو تحرير الوقت والانتباه.

ما بعد الأجهزة: منصة للإدارة الاستباقية

الأجهزة ليست سوى نصف القصة. يروج أوغانيسيان لركن ثانٍ في استراتيجية HP: منصة تجربة القوى العاملة (Workforce Experience Platform). يصفها بأنها “طبقة برمجية ذكية” تمنح مديري تكنولوجيا المعلومات والمديرين التنفيذيين رؤية شاملة وفورية لما يحدث في جميع أجهزة الشركة.

“هذه أداة لمديري التقنية، وللقيادة العليا، ولقسم المشتريات”. ويصف لوحة تحكم حية تتتبع الأجهزة والمستخدمين، وتساعد الفرق على إدارة ودعم مختلف بيئات العمل، حتى لو لم تكن كل الأجهزة من HP.

الأمثلة التي يطرحها عملية جداً: رؤية واضحة لـ “عائد الاستثمار” (ROI) تهم الإدارة العليا. إمكانية طلب آراء وملاحظات حول جهاز معين من مجموعة محددة من المستخدمين. ونموذج تنبؤي ينبه الفريق التقني بوجود جهاز معرض للعطل “قبل” أن يتوقف عن العمل.

Advertisement

“إذا كان القرص الصلب في جهازك على وشك التلف، سيرسل الجهاز إشعاراً للمنصة، وسيراه مدير التقنية فوراً”، ويتابع: “حينها يمكنه إرسال مهندس لاستبدال القرص بشكل استباقي، دون أي تأثير على إنتاجية الموظف”. الفكرة بسيطة: أعطال أقل، قرارات أسرع، وموظفون أكثر رضاً.

وترتبط هذه المنصة مباشرة بالميزانيات وتخطيط دورة حياة الأجهزة، حيث تساعد قسم المشتريات على معرفة الوقت الأمثل للاستثمار ومواضع الترشيد. إنها توفر ذلك “الوضوح والتحكم” الذي تبحث عنه الشركات في المنطقة.

الذكاء الاصطناعي ليس “شات جي بي تي” فقط

يوضح أوغانيسيان أيضاً اللبس الشائع في السوق، حيث يعتقد الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي هو مجرد “روبوتات الدردشة”. فيوسع الإطار قائلاً: “الذكاء الاصطناعي أضخم من ‘شات جي بي تي’”. الرسالة هي أن أدوات المساعدة مفيدة، لكن المكاسب الحقيقية تأتي من “منظومة متكاملة” تجمع بين الأجهزة القوية، والمعالجة الآمنة للبيانات داخلياً، وطبقة تشغيلية ذكية تحافظ على استمرارية العمل.

الدرس الذي يجب أن نتعلمه في المنطقة هو التوقف عن مطاردة “التطبيق الخارق” الواحد. النجاح يكمن في التصميم الذي يتمحور حول الأشخاص وسياق عملهم. “في غرفة أخبار، لن تزود المحرر بنفس جهاز مصور الفيديو الميداني. وفي مستشفى، لن تعطي موظف الاستقبال نفس إعدادات فريق الأشعة”. تراهن HP على أن الشركات ستكافئ من يفهم هذه الفروقات ويقدم المزيج الصحيح.

يجعل “جيتكس” المستقبل يبدو أحياناً معقداً ونظرياً، لكن أوغانيسيان يعيده دائماً إلى أرض الواقع: إلى المكتب والجهاز. يتحدث عن لوحات التحكم، وعمر البطارية، والخصوصية، وصيانة الأجهزة. يتحدث عن إنقاذ موظف من عطل مفاجئ قبل اجتماع كبير، وعن منح مدير المنتج وقتاً أكبر للابتكار بدلاً من مصارعة العقبات التقنية.

Advertisement

نبرته واضحة: الذكاء الاصطناعي الناجح هو “مساعدة هادئة” تعمل في الخلفية. يدفع العمل بهدوء إلى الأمام، دون صخب.

هذا هو الخيط الذي يربط كل إجاباته: ابدأ من الإنسان. خصص الأداة للوظيفة. حافظ على أمان البيانات. راقب أسطول الأجهزة وتصرف قبل وقوع المشكلة. إذا فعلت ذلك، ستشعر الفرق بالمستقبل بأفضل طريقة ممكنة: ضجيج أقل.. وإنجاز أكبر.