شهد مستخدمون حول العالم، يوم الجمعة، صعوبة في الوصول إلى عدد كبير من المواقع الإلكترونية، بعد اضطراب تقني أصاب خدمات شركة كلاودفلير، وهي واحدة من أبرز مزوّدي خدمات الحماية وتسريع المحتوى على الإنترنت. ويعدّ هذا العطل هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، ما أثار تساؤلات حول استقرار الخدمة التي تعتمد عليها ملايين المواقع حول العالم.
ووفقًا لصفحة الحالة الرسمية الخاصة بكلاودفلير، فقد كانت الشركة تُجري عمليات صيانة مقرّرة في عدد من مراكز البيانات، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ أو اضطراب محدود في الخدمات المقدمة لعدد من العملاء. إلا أن التأثير بدا واسعًا بالنسبة للعديد من المستخدمين الذين واجهوا انقطاعًا مؤقتًا في تحميل المواقع أو تباطؤًا في الاستجابة.
ويأتي هذا العطل بعد حادثة أكبر شهدها العالم في نوفمبر 2025، حين تعرّضت كلاودفلير لعطل ضخم تسبب بتوقف خدمات مواقع ومنصّات كبرى، من بينها منصّة “إكس” وروبوت الدردشة “شات جي بي تي”، إضافة إلى عدد من وسائل الإعلام العالمية. وقد أثار ذلك العطل حينها موجة من الانتقادات، خاصة أن كلاودفلير تمثل نقطة ارتكاز لجزء كبير من البنية التحتية للإنترنت.
ورغم أن الاضطراب الأخير كان أقل حدة، فإن وقوعه مجددًا خلال فترة قصيرة يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الشركات المزودة لخدمات الإنترنت السحابية على التعامل مع الارتفاع المتزايد في حجم البيانات، وتوفير مستوى عالٍ من الاستقرار. كما يسلّط الضوء على مدى اعتماد المؤسسات — إعلامية كانت أو تجارية — على هذه الخدمات، ما يجعل أي خلل فيها ذا أثر واسع وسريع.




