قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك إن التقدّم المتسارع في الذكاء الاصطناعي والروبوتات سيجعل العمل البشري “اختيارياً بالكامل” في المستقبل القريب، إذ ستتولّى الأنظمة الذكية أداء جميع المهام الإنتاجية والخدمية بدقّة وكفاءة تفوق القدرات البشرية، ما سيتيح للناس حرية التفرغ للهوايات أو الإبداع بدلاً من العمل من أجل البقاء.
رؤية ماسك لمستقبل بلا عمل إجباري
وأوضح ماسك في تصريح نشره عبر حسابه على منصة “إكس” أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات “سيستبدلان جميع الوظائف تقريباً”، لتصبح المهن التقليدية أشبه بالزراعة المنزلية كهواية تمارسها فئة من الناس لا كضرورة اقتصادية. وأضاف: “في مستقبل قريب، سيكون من حق الجميع اختيار العمل لا لزومه”، مشيراً إلى أنه مع وفرة الإنتاج التي سيحققها الذكاء الاصطناعي، ستنشأ منظومات اقتصادية جديدة تضمن “دخلاً عالمياً مرتفعاً” لكل أفراد المجتمع.
وفرة السلع والدخل العالمي
وأشار ماسك إلى أن هذه المرحلة ستشهد وفرة غير مسبوقة في السلع والخدمات نتيجة الإدارة الكاملة للعمليات بواسطة الأنظمة الذكية، متوقعاً أن تصل احتمالات الوفرة إلى 80%. كما تحدث عن إمكانية امتلاك كل إنسان في المستقبل “روبوتين شخصيين” يساعدانه في الشؤون اليومية، على غرار الشخصيات الآلية الشهيرة في أفلام الخيال العلمي مثل R2-D2 وC-3PO، مؤكداً أن ذلك سيجعل حياة البشر أكثر راحة وثراءً بالمعرفة والابتكار.
الجدل حول رؤية ماسك
ورغم تفاؤله، أثارت تصريحات ماسك موجة من الجدل بين خبراء الاقتصاد والتكنولوجيا، إذ حذّر بعضهم من أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى إزاحة ملايين الوظائف قبل تهيئة منظومات دخل بديلة. ويرى محللون أن ما يطرحه ماسك يمثل تصوراً طوباوياً لا يزال بعيد التحقيق عملياً، وأن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرات البشرية بدلاً من إلغائها كلياً.