نجحت شركة “سبايس إكس” الأميركية في إجراء اختبار جديد لصاروخها العملاق “ستارشيب”، وذلك مساء الاثنين 13 أكتوبر 2025 من موقع الشركة في ولاية تكساس الأمريكية، وسط متابعة واسعة من المؤسسات العلمية والإعلامية العالمية. يُعد “ستارشيب” أكبر وأقوى صاروخ تم بناؤه حتى اليوم بارتفاع يتجاوز 120 متراً، وصُمم ليكون منصة رحلات مستقبلية إلى القمر والمريخ.
انطلق الصاروخ وصعد إلى حافة الفضاء بنجاح، حيث انفصلت المرحلة الأولى “سوبر هيفي” ونُفذت عملية هبوط مُسيطر عليها في خليج المكسيك بعد سبع دقائق، بينما واصلت المركبة الفضائية جولتها التجريبية حتى نفذت هبوطاً آمناً في المحيط الهندي، كما كان مقرراً ضمن سيناريو الاختبار. وأكدت وكالة “ناسا” رسمياً أن هذا الإنجاز يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف البرنامج القمري الأميركي وإعادة البشر إلى سطح القمر، في إطار شراكة وكالة الفضاء الأميركية مع “سبايس إكس”.
ويُعتبر هذا الإطلاق الحادي عشر ضمن سلسلة اختبارات “ستارشيب”، بعد تجارب طويلة واجهت خلالها الشركة سلسلة من الإخفاقات والانفجارات التجريبية، لكن نجاح الرحلة الحالية يرسخ تقدم “سبايس إكس” في مجال الطيران الفضائي الثقيل ويعزز طموحات إيلون ماسك بإطلاق مهمات مأهولة للمريخ خلال العقد المقبل. جدير بالذكر أن “سبايس إكس” تعتزم استبدال النموذج الحالي بنموذج أكبر وأكثر تطوراً خلال العام القادم، استعداداً لمهمات طويلة الأمد بين الكواكب.
الاختبار الأخير أظهر قدرة الصاروخ على تنفيذ مناورات في المدار، إطلاق حمولات تجريبية، وإعادة تشغيل المحركات في الفضاء، حيث قام المهندسون داخل غرفة التحكم بإجراء تقييمات دقيقة وفورية لجميع أنظمة الدفع والتوجيه، ما رفع مستوى الحماسة وآمال المجتمع العلمي في مستقبل النقل الفضائي. بهذه النجاحات، اقترب فريق “سبايس إكس” خطوة جديدة من تحقيق حلم الوصول إلى المريخ وإنجاز أول هبوط للمركبة “ستارشيب” على سطح القمر ضمن برنامج “أرتميس” الأمريكي.