أظهرت بيانات أممية أن عام 2024 شهد سقوط عدد قياسي من عمال الإغاثة حول العالم بلغ 383 قتيلاً، منهم 181 في قطاع غزة وحده، أي ما يقارب نصف العدد الإجمالي، في ارتفاع بنسبة 31% عن العام السابق، فيما تواصل الأرقام المفجعة خلال عام 2025 مع مقتل 265 عامل إغاثة حتى منتصف أغسطس، وفقاً لرويترز.
أرقام قياسية مأساوية من وفيات عمال الإغاثة في غزة
حسب البيانات الصادرة عن قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة التي تموّلها الولايات المتحدة وتجمع التقارير منذ 1997، فإن عام 2024 شهد أكبر عدد من القتلى في صفوف عمال الإغاثة منذ بدء تسجيل الأرقام.
ومن إجمالي 383 قتيلاً عالمياً، سقط 181 منهم في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
كشفت أرقام محلية أن العدد الفعلي لقتلى عمال الإغاثة في غزة أعلى بكثير من الأرقام الأممية الرسمية.
حيث أعلن رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة أمجد الشوا أن أكثر من 700 من كوادر الإغاثة قتلوا في القطاع منذ بداية الحرب، موزعين كالتالي: 360 من الأونروا، 230 من العاملين في المنظمات الأهلية، 54 من الهلال الأحمر الفلسطيني، و90 من الدفاع المدني.
أرقام كبيرة وسط موظفي الأونروا
تعرضت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لضربة قاسية، حيث قال مفوضها فيليب لازاريني في مايو 2025 إن عدد قتلى موظفي الوكالة تجاوز حاجز 300 موظف.
لازاريني أضاف أن “الغالبية العظمى من هؤلاء الموظفين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي مع أطفالهم وأحبائهم، حيث أُبيدت عائلات كاملة”. على حد تعبيره.
في أغسطس 2024، أعلنت الأونروا أن 205 من عمالها قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر، معظمهم من العاملين في المجال الصحي والمعلمين التابعين للأمم المتحدة.
السودان في المرتبة الثانية من حيث قتلى عمال الإغاثة
جاء السودان في المرتبة الثانية عالمياً من حيث قتلى عمال الإغاثة بـ60 قتيلاً في 2024، بينما سجلت أوكرانيا 3 قتلى فقط.
حتى منتصف أغسطس 2025، قُتل 36 عامل إغاثة في السودان مقارنة بـ173 في غزة من إجمالي 265 عالمياً.
استمرار الاتجاه المقلق في 2025
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الأشهر الأولى من عام 2025 “لم تظهر أي مؤشر على تراجع هذا الاتجاه المقلق”، مشيراً إلى مقتل 265 عامل في العالم حتى 14 أغسطس، منهم 173 في غزة.
إلى جانب القتل، تعرض عمال الإغاثة لانتهاكات أخرى في 2024، حيث أصيب 308 منهم، واختُطف 125، واعتُقل 45 آخرون.
وقد ازداد العنف ضد عمال الإغاثة في 21 دولة مقارنة بالعام السابق، مع كون “الجهات الحكومية الأكثر ارتكاباً لأعمال القتل”.
ردود فعل أممية غاضبة تجاه قتل عمال الإغاثة
وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر الأرقام بأنها “إدانة فاضحة للتقاعس واللامبالاة الدوليين”.
وقال في بيان: “هجوماً واحداً على زميل في المجال الإنساني هو هجوم علينا جميعاً وعلى الأشخاص الذين نخدمهم”.
وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “عمال الإغاثة ينبغي حمايتهم واحترامهم، يجب ألا يكونوا أهدافاً”، مضيفاً أن “هذه القاعدة غير قابلة للمساومة وهي ملزمة لجميع الأطراف في كل النزاعات، دائماً وفي كل مكان”.




