خطوات الإنقاذ تجابه تضاريس وعوائق من أجل الوصول إلى القرى الجبلية المنكوبة في إقليم كونار بشرق أفغانستان، عقب زلزال بلغت شدته 6.0 درجات أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف، وفقاً لوكالة رويترز.
فقد ذكرت الوكالة أن فرق الإنقاذ الحكومية وفرق الدفاع المدني تحاول عبور مسالك وعرَة تكسوها صخور وأتربة زلزالية غداة انهيار طرق رئيسية بسبب الانهيارات الأرضية.
وقال عبد الرحمن صبري، قائد إحدى فرق الإنقاذ: “نواجِه صعوبات كبيرة في نقل المعدات عبر الأودية الضيقة، لكننا مصممون على إنقاذ كل محتجز”.
زلزال أفغانستان: المروحيات تحاول إجلاء الجرحى من القرى البعيدة
انطلقت وحدات مروحية تابعة للجيش الوطني إجراء رحلات إجلاء للجرحى من القرى البعيدة إلى مستشفيات جلال آباد.
ونُقل عن مسؤول في وزارة الدفاع أن “30 مروحية استُخدمت حتى الآن لنقل أكثر من 500 مصاب ونقل العديد من الجثث إلى المستشفيات لتخفيف الضغط”.
وقد أشاد قاطنو القرى بجهود الفرق رغم الظروف القاسية، وقالت سيدة مسنّة تُدعى ملالي خان (68 عاماً) من قرية أوزيوار: “نحن ممتنون لأنهم لم يتخلوا عنا. كانوا ينقذوننا تحت الأمطار والظلام”.
وبيّن متطوع محلي، خالد شريف، أن “أدوات الحفر البدائية هي الأساس حالياً، والانتظار لوصول المعدات الثقيلة قد يستغرق أياماً”.
زلزال أفغانستان: البنية التحتية الضعيفة ووعورة المناطق أبرز الصعوبات أمام فرق الإنقاذ
تعود هذه الصعوبات إلى قِدم الطرق وانعدام بنية تحتية ملائمة في مناطق جبلية نائية، حيث تكسّرت وحدات الإسعاف والطوارئ الأولى جرّاء الانهيارات. وأشار مسؤول محلي إلى أن “أخطر ما في الأمر هو سقوط الصخور المفاجئ، ونحن نعتمد على شاحنات صغيرة وعمال محليين لحمل الجرحى”.
زلزال أفغانستان: الإمدادات ترسل للمواطنين عبر الجو لأن الطرق البرية مغلقة
تعمل منظمات الإغاثة الدولية بما في ذلك الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأفغاني، بالتنسيق مع حكومة طالبان لتأمين المشافي الميدانية ومخازن الإمدادات.
وأوضحت مصادر رويترز أن “معظم الإمدادات تُرسل عبر الجو لأن الطرق البريّة مغلقة أو غير سالكة”.
زلزال أفغانستان: تحذيرات صحية من تلوث مياه الشرب والمخاطر البيئية
ومع تزايد حالات الانهيارات، يحذر خبراء من المخاطر الصحية والبيئية، خصوصاً مع احتمال تلوث مصادر المياه، وذكرت إحدى العاملات في منظمة كير الدولية أن “جمع الجثث بسرعة وتطهير مواقع النزوح أمر حيوي لتجنب تفشي الأمراض”.
وتستمر جهود الإنقاذ وسط دعوات أممية للمزيد من الدعم اللوجستي للطيران المدني وتوفير الطرق البرّية المستعجلة عبر فتح ممرات جبلية وإنشاء جسور مؤقتة.
فيما جددت الأمم المتحدة نداءها لتكثيف المساعدات الإنسانية وتوفير معدّات التحصين من الطقس السيئ، لاسيما مع اقتراب فصل الشتاء في جبال هندوكوش.