لأول مرة منذ بدء الحرب في أوكرانيا، أعلنت وارسو قرارها بالاستعانة بخبرات القوات الأوكرانية في مواجهة التهديدات الروسية عبر الطائرات المسيرة، بحسب أسوشيتد برس.
يأتي هذا القرار بعد حادثة دخول عدة طائرات مسيّرة روسية إلى الأجواء البولندية أواخر أغسطس الماضي، مما أثار قلق الحكومة البولندية بشأن أمن الحدود.
هذا الحدث دفع العاصمة وارسو إلى تعزيز تعاونها العسكري مع كييف، التي اكتسبت خبرة واسعة على مدى 19 شهراً في التصدي للطائرات المسيرة الروسية.
زيارة وزير الدفاع البولندي إلى كييف
وزار وزير الدفاع البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، العاصمة الأوكرانية كييف الثلاثاء، والتقى بنظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف.
وأعلن مورافيتسكي خلال المؤتمر المشترك أن بولندا ستجري تدريبات مشتركة مع أوكرانيا حول «تكتيكات مكافحة الطائرات المسيّرة وتنسيق أنظمة الدفاع الجوي»، وأكد أن الهدف هو “تبادل الخبرات التقنية والميدانية لتحييد التهديد الروسي بكفاءة”.
من جهته، أشار ريزنيكوف إلى أن أوكرانيا صقلت خبراتها منذ فبراير 2022 عبر الاعتماد على أنظمة محلية وأجنبية لصد وحدات مسيرة متعددة الأحجام، وقال: “واجهنا آلاف الطائرات المسيّرة منذ بداية الغزو، نمتلك اليوم بروتوكولات متكاملة لمراقبة الأجواء والتعامل معها”.
وأضاف أن التدريب سيشمل استخدام الرادارات المحمولة وأجهزة الحرب الإلكترونية وأنظمة إطلاق النار المضاد للطائرات المسيّرة.
وارسو تنوي شراء طائرات مسيرة أوكرانية
وقد أعلنت وارسو خلال الزيارة خطتها لشراء دفعة أولى من الطائرات المسيرة الهجومية والاستطلاعية الأوكرانية.
وكشف مورافيتسكي عن نية بولندا في اقتناء 60 طائرة من نوع «بيرقدار» الأوكراني، ذات المدى المتوسط والقدرة على حمل ذخائر موجهة بدقة، وأوضح أن الصفقة ستشمل أيضاً أنظمة الدعم اللوجستي والتدريب الفني للطيارين والمشغلين.
وقالت وزارة الدفاع البولندية في بيان رسمي إن هذه الصفقة ستعزز قدرات بولندا على تنفيذ مهام استطلاع دقيقة والتدخل السريع ضد التهديدات المحتملة.
وذكرت الوزارة أن الجانب الأوكراني سيوفر لخبرائه العسكريين مدة ثلاثة أشهر لتدريب عناصر القوات المسلحة البولندية في قواعد جوية مختارة.
دوافع قرار وارسو وتداعياته
وتسعى بولندا، التي تشترك بحدود طويلة مع أوكرانيا، إلى تعزيز دفاعاتها السريعة ضد أي تصعيد روسي، وقد أعلنت وارسو سابقاً عن زيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025.
ويرى محللون أن التعاون مع أوكرانيا يتيح لبولندا استثمار خبرات قتالية فعلية أمام القوات الروسية على الأرض.
بدورها، ستكون أوكرانيا المستفيدة الكبرى، إذ ستتمكن عبر هذه الشراكة من حصول على دعم لوجستي مباشر وتعزيز شرعيتها الدولية، كما سيعزز ذلك موقف كييف التفاوضي فيما يتعلق بالحصول على طائرات مقاتلة من الدول الغربية.
