حطم الفرنسي أورليان فونتنوي، نجم تيك توك وراكب الدراجات الاستثنائي، الرقم القياسي العالمي لصعود درجات برج إيفل بالدراجة الهوائية في زمن استثنائي، معبراً عن فرحته بعبارة “أخيراً فعلتها!” بعد نجاحه في تحقيق ما خطط له منذ سنوات.
إنجاز تاريخي بزمن قياسي مذهل
تسلق فونتنوي البالغ من العمر 35 عاماً 686 درجة للوصول إلى الطابق الثاني من برج إيفل في 12 دقيقة و30 ثانية فقط، محطماً الرقم السابق المسجل باسم هيوغيس ريتشارد عام 2002 بفارق يقارب سبع دقائق. أعلن المشغل الرسمي لبرج إيفل، شركة “سوسيتيه ديكسبلواتاسيون دو لا تور إيفل”، هذا الإنجاز التاريخي يوم الجمعة 4 أكتوبر 2025.
كان التحدي يتطلب شروطاً صارمة، أهمها عدم ملامسة قدميه للأرض طوال فترة الصعود، مما جعل المهمة أكثر تعقيداً وإثارة. وصف فونتنوي لحظة وصوله قائلاً: “عندما وصلت إلى خط النهاية كنت محطماً تماماً، لأنها كانت 12 دقيقة من الجهد بنسبة 100%، كنت سعيداً جداً رغم أنني لم أُظهر ذلك، لكن كان هناك ضغط صغير علي لتحطيم هذا الرقم”.
تقنية معقدة واستعداد مكثف
شرح فونتنوي التقنية الفريدة المستخدمة في هذا التحدي الاستثنائي: “في هذا التحدي، أكسر مكابحي، وأضطر فقط إلى ضغط الإطار لأنني لا أملك نظام تعليق أو أي شيء آخر، إنها مجرد دراجة صلبة، لذا يجب أن أضغط على المكابح وأقفز، أقفز، أقفز كثيراً!”.
أوضح أن الأمر “مرهق جداً على الكتفين والقدمين” خاصة أنه “لا يمكن أبداً استخدام البدالات، في الواقع تبقى المكابح مقفلة طوال الوقت، الأمر يؤثر فقط على عضلات الساق والكتفين، وسحب دراجة 686 مرة يصبح صعباً بعد فترة”. أضاف أن “الطابق الثاني كان أصعب جزء لأنه بدأ يصبح قاسياً”.
سنوات من التخطيط والتأجيل
كشف فونتنوي أن الفكرة كانت قيد التطوير لسنوات طويلة، قائلاً: “هذا تحدٍ نظمته منذ ربما ثلاث أو أربع سنوات، بدأت قبل أربع سنوات في برج ترينيتي وكان من المفترض أن أذهب إلى برج إيفل بعد ذلك، لكن كوفيد-19، ثم الألعاب الأولمبية، ثم أعمال البناء وإعادة طلاء البرج جعلت تنظيم الأمر شاقاً جداً!”.
هذا التأخير الطويل زاد من الضغط، حيث أوضح: “كانت لدينا فرصة واحدة فقط، الرقم الأخير سُجل عام 2002، واستغرق الأمر 20 عاماً لتطوير تحدٍ جديد هنا بسبب التنظيم الكبير المطلوب، كنت مصمماً على عدم ترك هذه الفرصة تفوت”. استعد فونتنوي للتحدي من خلال شهور من التدريبات المكثفة في الصالة الرياضية وتمارين نط الحبل لبناء القوة والقدرة على التحمل.
مسيرة مهنية من السباقات إلى المحتوى الرقمي
اعتزل فونتنوي سباقات الدراجات الجبلية التنافسية قبل خمس سنوات، وتحول إلى إنتاج المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة لمواصلة تحدي نفسه والترويج للرياضة التي يحبها. يمتلك أكثر من مليون متابع على كل من تيك توك ويوتيوب، حيث يشارك بانتظام تحديات الدراجات والدروس التعليمية ومراجعات المعدات.
أوضح الجانب العملي وراء هذه الاستراتيجية قائلاً: “في الرياضات المتخصصة مثل الدراجات التجريبية، من الصعب جداً كسب لقمة العيش من المسابقات وحدها، نحتاج إلى إيجاد طرق لتوليد الدخل أو الحصول على رعايات”. أضاف أن هدفه كان “صنع المزيد من المحتوى والوصول إلى جمهور أوسع، وكانت فرصة رائعة لإظهار الرياضة وفعل شيء مجنون لم نفعله في الرياضة من قبل”.
إنجازات سابقة وطموحات مستقبلية
ضمن مشروعه “التسلق” (The Climb)، نجح فونتنوي سابقاً في الوصول إلى قمة برج ترينيتي بارتفاع 140 متراً في باريس عام 2021، كما تسلق هذا العام برج التلفزيون في تالين بإستونيا بارتفاع 314 متراً. هذه الإنجازات تعكس التزامه بدفع حدود الرياضة واستكشاف إمكانيات جديدة في عالم ركوب الدراجات.
لا تتوقف طموحات فونتنوي عند برج إيفل، حيث كشف عن خططه المستقبلية بابتسامة: “هدفي هو تسلق أطول الأبراج، وأنا بالفعل في مناقشات مع أبراج أخرى حول العالم، النقطة النهائية ستكون تسلق برج خليفة، أطول مبنى في العالم”.
تأثير عالمي وإلهام للآخرين
حقق فونتنوي شهرة واسعة وملايين المشاهدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يثبت نجاح استراتيجيته في دمج التحديات الرياضية الاستثنائية مع إنتاج المحتوى الرقمي. يُعد إنجازه في برج إيفل مثالاً ملهماً على كيفية تحويل الشغف الرياضي إلى مهنة مستدامة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
وصف فونتنوي شعوره بعد الإنجاز قائلاً: “لم أتوقع أن أكون بهذه السرعة، برج إيفل رمز حقيقي، إنه المعلم الذي حلمت بتسلقه”. هذا الإنجاز التاريخي يؤكد على قدرة الإرادة والتحضير الجيد على تحطيم الحواجز وتحقيق المستحيل، مقدماً إلهاماً للرياضيين الشباب حول العالم.