أعلنت شركة “أوبن إيه آي” توقيع اتفاق تاريخي مع شركة “إيه إم دي” الأمريكية لتوريد رقاقات ومعالجات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، في خطوة وصفت بالأكبر في تاريخ قطاع تقنيات الذكاء الاصطناعي لعام 2025، وبشراكة تمتد لسنوات عدة وتهدف إلى تعزيز بنية الشركة التحتية وتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة الحاسوبية.
بموجب الاتفاق الجديد، تلتزم “أوبن إيه آي” بنشر قدرة حوسبة ضخمة تصل إلى 6 غيغاوات من وحدات معالجة الرسوميات من نوع “Instinct” من “AMD” خلال عدة سنوات قادمة، تبدأ بمرحلة أولية لتوفير 1 غيغاوات في النصف الثاني من عام 2026، مع الاستمرار في التوسع إلى 6 غيغاوات مستقبلاً بحسب معايير تقنية وتجارية محددة اتفق عليها الطرفان. وتُقدَّر القيمة الإجمالية للصفقة بعشرات المليارات من الدولارات بحسب مصادر رسمية من الشركتين وتصريحات منشورة على الموقع الرسمي لـ”AMD” و”أوبن إيه آي”.
وينص الاتفاق على منح “إيه إم دي” لـ”أوبن إيه آي” حق شراء ما يصل إلى 160 مليون سهم من أسهم AMD العادية، أي ما يمثل نحو 10% من قيمة الشركة، ولكن على مراحل مرتبطة ببلوغ أهداف تشغيلية في نشر الرقائق وتحقيق أسعار محددة في السوق، حسب ما أكده بيان صحفي صادر بالتزامن مع توقيع الاتفاق. سيدخل الحق بالشراء حيز التنفيذ مع إتمام أول غيغاوات من القدرة الحاسوبية، بينما يتم فتح مراحل إضافية مع بلوغ قدرة 6 غيغاوات وتحقيق متطلبات تشغيلية موسعة.
وأكدت الرئيسة التنفيذية لشركة “إيه إم دي”، ليزا سو، أن هذه الشراكة تمثل “مكسبًا متبادلًا” وتدشينًا لبناء أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في العالم، معتبرةً أن الصفقة تدفع عجلة الابتكار في القطاع بأسره وتمنح “إيه إم دي” فرصة استراتيجية لصعود دورها بعد سنوات من تفوق منافستها “إنفيديا”.
من ناحيته، قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ”أوبن إيه آي” إن هذا التعاون مع “إيه إم دي” سيساعد شركته في تسريع تطوير الجيل المقبل من نماذج الذكاء الاصطناعي وتوسيع فوائد الاستخدام الآمن والفعال لهذه التقنيات على نطاق عالمي واسع.
ولم يفصح أي من الطرفين عن القيمة الدقيقة للعقد، لكن وسائل إعلام مالية مثل “بلومبرغ” و”وول ستريت جورنال” قدرتا العائد السنوي المتوقع للاتفاقية بعشرات المليارات من الدولارات، مع تطلع “أوبن إيه آي” لزيادة اعتمادها على مصادر متعددة للعتاد وتنويع سلسلة التوريد، بعد اتفاق سابق ضخم مع “إنفيديا”.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن هذه الصفقة ستمكن “أوبن إيه آي” من بناء مراكز بيانات هي الأكبر عالميًا بما يعادل استهلاك طاقة بعض الدول المتوسطة، ما يعزز ريادتها ويستجيب للطلب المتسارع على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيما في ظل تنافس عالمي حاد وتقلبات في أسواق التقنية وأسعار الرقائق.