الصين تطوّر ذهباً صلباً و”فائق النقاء” قد يغيّر مستقبل الصناعة

الذهب الصافي الصلب ابتكار صيني يجمع بين النقاء والمتانة العالية.

فريق التحرير
فريق التحرير
الصين تطوّر ذهباً صلباً و"فائق النقاء" قد يغيّر مستقبل الصناعة

ملخص المقال

إنتاج AI

يشهد سوق الذهب العالمي تحديات بسبب "الذهب الصيني"، الذي يشمل الذهب المقلد والرخيص، والذهب الصافي الصلب المبتكر. يهدد هذان النوعان مكانة الذهب التقليدي، ويعيدان تشكيل المنافسة في الأسواق العالمية مع ارتفاع الأسعار والاضطرابات الاقتصادية.

النقاط الأساسية

  • يشهد سوق الذهب العالمي تحديات بسبب "الذهب الصيني" المقلد والصافي الصلب.
  • الذهب الصافي الصلب ابتكار صيني يجمع بين النقاء والمتانة العالية.

يشهد سوق الذهب العالمي حالياً تحديات كبيرة نتيجة ظهور ما يعرف بـ”الذهب الصيني”، وهو مصطلح يشمل نوعين متميزين: الذهب المقلد منخفض التكلفة والذهب الصافي الصلب المبتكر تكنولوجياً. يمثل هذان النوعان تهديداً مزدوجاً لعرش المعدن الأصفر التقليدي ويعيدان رسم ملامح المنافسة في أسواق المجوهرات والاستثمار العالمية، خصوصاً مع استمرار الارتفاع القياسي في أسعار الذهب وازدياد الاضطرابات الاقتصادية العالمية.

الذهب الصيني المقلد: منافسة في سوق المجوهرات

انتشرت في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأجزاء من آسيا الإكسسوارات المطلية بالذهب، والتي يشار إليها اصطلاحاً بـ”الذهب الصيني”. هذه المنتجات ليست ذهباً حقيقياً، بل معادن منخفضة القيمة تطلى بطبقة ذهبية رقيقة، ما يجعلها تبدو شبيهة بالمجوهرات الذهبية الأصلية. إقبال المستهلكين على هذه المنتجات ارتفع بشكل واضح في ظل صعود الأسعار الحاد للذهب التقليدي، إذ يلجأ كثيرون، خصوصاً المقبلين على الزواج وذوي الميزانية المحدودة، إلى شراء القطع المقلدة كبديل أرخص من الذهب الأصلي.

وحذرت مصادر رسمية في هيئة تنظيم الأسواق من أن انتشار هذه الظاهرة يهدد سمعة سوق الذهب التقليدي، حيث تسبب هذه المنتجات المقلدة في تراجع الطلب على المجوهرات الأصلية، بالإضافة إلى تشويه صورة المعدن الأصفر لدى المستهلكين. كما أن بعض المتاجر غير المسجلة تستغل هذا التشابه لبيع قطع مطلية على أنها ذهب فاخر، مما يفتح الباب أمام ممارسات تجارية غير أخلاقية، ويصعب من دور الرقابة الحكومية في ضبط أسواق الذهب والمجوهرات.

الذهب الصافي الصلب: ابتكار صيني يهدد قواعد اللعبة

على الجانب الآخر، أطلقت الصين ابتكارها التكنولوجي الجديد تحت مسمى “الذهب الصافي الصلب”. هذا النوع عبارة عن ذهب عيار 24 قيراطاً عالي النقاء خضع لعمليات معالجة فيزيائية متقدمة ليكتسب متانة وصلابة تفوق الذهب التقليدي، ليجمع بين نقاء المعدن الأصفر ومتانة الذهب عيار 18 المستخدم في المجوهرات اليومية. حصلت الصين على براءة اختراع لهذا المنتج، وتسعى شركات صناعة المجوهرات الصينية إلى ترويجه في الأسواق العالمية باعتباره منتجاً يجمع الجودة العالية والتكلفة التنافسية.

Advertisement

ويؤكد خبراء الصناعة أن الذهب الصافي الصلب قد يصبح بديلاً قوياً للذهب التقليدي إذا انتشرت تقنيته عالمياً، خاصة أنه يتميز بقدرته على مقاومة الخدش والانثناء، ما يعزز جاذبيته لدى الشرائح الشابة والمستهلكين الذين يفضلون اقتناء قطع عملية وأنيقة في آن معاً. مع ذلك، يواجه الذهب الصيني الصلب تحديات فنية تتعلق بصعوبة إعادة صهره أو تشكيله، ما قد يعطل انتشاره الواسع في الوقت الراهن. جدير بالذكر أن قطاع المجوهرات الصيني يروج لهذه المنتجات بمنصات تسويقية رسمية وضمن معارض التجارة الدولية لتوسيع قاعدة عملائه على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

دور الصين وأثرها على السوق العالمي

تعد الصين اليوم أكبر منتج ومستهلك عالمي للذهب، كما زاد مصرفها المركزي احتياطيات الذهب لأعلى مستوياتها تاريخياً، بهدف تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتعزيز قوة اليوان. دفعت الأزمات الاقتصادية وسوق العقارات المضطربة في الصين، بجانب العقوبات الغربية وتوترات الملف التايواني، شريحة واسعة من الشعب الصيني والمؤسسات المالية إلى الاستثمار في الذهب كمخزون ذهبي آمن. تسبب هذا الإقبال الجماعي بزيادة كبيرة في الطلب العالمي على الذهب، وارتفاع أسعاره بمعدلات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة.

ويرى خبراء الأسواق أن أي تغيير في أنماط الاستهلاك والاستثمار في الصين ـ سواء من خلال تفضيل الذهب الصيني الصافي أو استمرار الاعتماد على السبائك التقليدية ـ سينعكس مباشرة على توازنات السوق العالمي. فسياسة بنك الشعب الصيني في شراء وتخزين كميات ضخمة من الذهب فرضت ضغوطاً جديدة على أسعار المعدن الأصفر، في حين تمثل حصة الصين من التجارة العالمية عاملاً حاسماً في رسم خارطة الطلب والاستثمار العالمي.

ورغم المخاوف المتزايدة من تأثير الذهب الصيني المقلد على سوق المجوهرات التقليدية، إلا أن المحللين الاقتصاديين يجمعون على أن الحركة العالمية لأسعار الذهب ستظل مرهونة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية أعرض، لا سيما سياسات البنوك المركزية، ومعدلات التضخم، والتوترات الدولية. إلا أن دخول الذهب الصيني الجديد للسوق يمثل نقطة انعطاف مهمة، وقد يؤدي تراكم هذه التغييرات على المدى البعيد إلى إعادة رسم مشهد صناعة الذهب ومكانة المعدن الأصفر بوصفه مخزون قيمة آمن للأفراد والمؤسسات والدول