في الأول من أكتوبر 2025، عاد أوليفييه روستينغ إلى المكان الذي شهد ولادة رحلته مع دار بالمان – قاعة الرقص المجيدة في فندق إنترن كونتيننتال في باريس. في هذا المكان نفسه، قدم روستينغ أول مجموعة له كمدير إبداعي لبالمان في 28 سبتمبر 2011، عندما كان يبلغ من العمر 26 عاماً فقط. اختيار روستينغ لنفس المكان لم يكن عشوائياً. “هذا الموسم الجميع يتحدث عن عهد جديد وبدايات جديدة”

من الصرامة إلى الليونة
عند مقارنة مجموعة ربيع-صيف 2026 بأول مجموعة قدمها روستينغ في 2011، يظهر التطور الهائل في رؤيته الإبداعية. قدم هذه المرة فساتين وأحذية وحقائب مطرزة بعناقيد متراقصة من الأصداف البحرية المستدامة أخلاقياً أو الخرز الخشبي. الملابس والحقائب كانت مزينة بالشراشيب بطريقة بوهيمية مستوحاة من الباروكية. كما ظهرت في المجموعة سترات جلدية بأسلوب الثمانينيات ذات أكتاف منسدلة.
تفكيك جيش بالمان التقليدي
استخدم روستينغ الكثير من الحرير والساتان وصنع قطعاً متناغمة غنية بالأقمشة ومتهدلة بطريقة عفوية ولمنها مقصودة. كانت هناك العديد من رموز الكوتور، لكنها عُبر عنها بنهج خالٍ من التعقيد، جسدته الياقة الملتوية في سترة من الكشمير والقطن المحبوك بكتف واحد مع تنورة مزينة بالأصداف. صدرية منحوتة من كريستال الورد حملت البراعة التقنية المميزة لبالمان، بطريقة جمع بين البذخ والطبيعة.

إرث 80 عاماً من بالمان
تأتي هذه المجموعة في عام الذكرى الثمانين لدار بالمان، التي تأسست في سبتمبر 1945. روستينغ ، الذي أصبح مديراً إبداعياً في سن 25، يعتبر الآن ثالث أطول مدير إبداعي غير مؤسس في قطاع الأزياء الفاخرة الجاهزة. هذا الإنجاز يؤكد على قدرته الاستثنائية في قيادة دار عريقة والحفاظ على صلتها بالعصر الحديث. في تصريحه حول تلقي جائزة مجلس الكوتور للفنون في سبتمبر 2025، قال روستينغ: “أعتقد أنها جائزة لم أكن أؤمن أنني سأحصل عليها. لأكون صادقاً، عندما كنت أحلم بالموضة، لم يكن لدي مثال على مصمم أسود في دار أزياء فرنسية فاخرة”. هذا التصريح يسلط الضوء على الأهمية التاريخية لموقعه والتحديات التي واجهها.