خاص.. صوت الشباب العراقي بين الأمل والمال السياسي: هل يغيّرون المعادلة؟

العراق يستعد لانتخابات البرلمان في 11 نوفمبر وسط إحباط الشباب من الفساد والبطالة، مع دعوات لمشاركتهم لإحداث تغيير محدود.

أحمد العموري
الانتخابات العراقية

ملخص المقال

إنتاج AI

يتناول المقال الانتخابات النيابية العراقية المقبلة في 11 نوفمبر، مع التركيز على دور الشباب وتحدياتهم. يرى الكثير من الشباب الانتخابات مجرد تدوير للوجوه بسبب الفساد وضعف الخدمات، لكن هناك من يؤمن بإمكانية التغيير.

النقاط الأساسية

  • العراق يشهد انتخابات برلمانية في 11 نوفمبر وسط تحديات كبيرة.
  • الشباب العراقي يمثل كتلة ناخبة مهمة، لكنه يعاني من الإحباط والفساد.
  • الانتخابات تواجه تحديات أمنية ومخاوف من تأثير المال السياسي والعشائرية.

يشهد العراق في 11 من نوفمبر انتخابات مجلس النواب ويعول المرشحون على الطائفية والمناطقية والحزبية للحصول على الأصوات التي توصلهم إلى كرسي البرلمان وتبرز هنا أزمة عانى منها بعض المرشحين في الدورة الماضية وهي فئة ” الشباب” ولكن يصعب على الشباب العراقي اليوم تجاوز إحباطات السنوات الماضية التي كرست عدم الثقة بالنظام السياسي بسبب الفساد وضعف الخدمات وارتفاع البطالة.
ويرى العديد منهم أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ليست وسيلة حقيقية للتغيير بل مجرد إعادة تدوير للوجوه، وهم إما متفرجون أو مقتنعون بأن صوتهم لا يؤثر بسبب تحالفات سياسية معقدة.

فيصل: الشباب العراقي أكثر تحررا من الخطاب الطائفي

وهنا يرى الدكتور غازي فيصل مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في تصريح لـ “لنا”. أن مشاركة مثل هذه الكتلة الناخبة الجديدة منذ عام 2003 بمليوني ناخب تقريبا من الجيل المختلف تماماً عن الأجيال السابقة في رؤيته للدولة وللحياة السياسية وللفرص المتاحة في مجال العمل التعليم والدراسات الأولية مهمة وفاصلة.

وأضاف أن هذا الشباب الجديد هو أكثر اطلاعاً على وسائل التواصل المتقدمة والإعلام الرقمي. وبالتالي أكثر تحررا من الخطاب أو الثقافة الطائفية والحزبية التقليدية التي انتشرت في الأجيال السابقة.

استياء من الفساد

وبين الدكتور فيصل أن هناك استياء واسع النطاق بين الشباب بسبب الفساد السياسي والمالي والإداري، أيضاً انتشار ظاهرة البطالة التي تطال أكثر من 16 مليون من الشباب، إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر التي وصلت إلى 11 مليون إنسان يعانون من الفقر المتقع بجانب الأمية التي تجاوزت أكثر من 12 مليون ، وكذلك المدن العشوائية التي تضم أكثر من 4 ملايين عراقي ومنهم الكثير من هذا الجيل الجديد الذي لديه معاناة كبيرة جداً، وبالتالي ستكون دوافع أو قدرة هؤلاء الشباب من خلال الانتخابات ممكن أن تكون فعلية نحو التغيير عبر ارتفاع نسبة مشاركتهم في هذه الانتخابات.

Advertisement

شباب العراق محور الانتخابات

أوضح مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن الشباب يمتلكون القدرة في التأثير بأوساط الأجيال الجديدة. وأيضاً يمكن أن يكونوا قادرين على منح فرصة لظهور قيادة موحدة لهذا الجيل من الشباب أو عدة قيادات موحدة من هذا الجيل من الشباب الذي ضم مليوني ناخب وأيضاً ممكن تتبلور مشاريع سياسية تضمن فكر منفتح ديمقراطي يؤمن باقتصاد السوق المفتوح ويؤمن بالتنمية ويؤمن بالعلم ويبتعد عن الخرافات والشعوذة.

استهداف المرشحين

قال الدكتور غازي فيصل إن التنبوءات حول أحداث دموية محتملة لا يمكن استبعاده لكن بالتأكيد حادثة اغتيال المرشع صفاء المشهداني تمثل نموذجاً خطيراً ومؤشراً خطيراً على هشاشة البنية الانتخابية فالمنافسة في المناطق تجري في أجواء مسلحة ومشحونة سياسياً، لا سيما في المحافظات.

وطبعاً هذا يتقاطع مع مصالح الفصائل المسلحة والعشائر والقوى المحلية. وعندما تكون المحافظات السنية تنتشر فيها أنشطة سياسية في الحملات الانتخابية ومرشحين نجد أن الفصائل المسلحة وغيرها من القوى التقديرية الإسلامية الدعوية تحاول أن تمنع تطور حركات وأحزاب تؤمن بالحداثة وتؤمن بالديمقراطية وتؤمن بفصل الدين عن السلطة وتؤمن بحقوق الإنسان.. ومع ذلك الأجهزة الأمنية أعلنت أنها ستقوم بتأمين الانتخابات وضعت خطة لتأمين مراكز الاقتراع وغيرها ولكن تبقى مظاهر العنف محتملة الاندلاع حسب طبيعة الظروف وتطور الانتخابات والنتائج التي ستظهر أيضاً

قضايا وشروط الشاب العراقي في العملية الانتخابية

Advertisement

يميل جيل الشباب الجديد إلى عدم الارتباط الحزبي التقليدي، ويبحث عن خطاب سياسي جديد وأشخاص يمثلونهم فعليّاً داخل البرلمان.
ويحتاج الشباب إلى وجود قوى سياسية حزبية قوية ومنظمة وتقدم برامج واضحة تتعامل مع أهم مشكلاتهم مثل البطالة والتعليم، وهذا شرط أساسي لرفع المشاركة وتغيير المشهد.

الشباب يحلمون بالتغيير

من جهته قال الدكتور حيدر حسين أستاذ الإعلام في الجامعة التقنية الوسطى في تصريح خاص لموقع “لنا” إن الشباب العراقي الجديد الذين يشاركون لأول مرة يحلمون بالتغيير ويعتقدون في أنفسهم أنهم قادرون على إحداث تغيير كبير في الانتخابات العراقية مع أن هذا الأمر بالغ الصعوبة بسبب المال السياسي وقدرة الأحزاب على حشد جماهيرها.

وأضاف أن الشباب العراقي المشاركون في الانتخابات ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

1- قسم سيقاطع الانتخابات بسبب اليأس من تغيير الوجوه الحالية

2- مشاركة بدون حماس

Advertisement

3- متحمس بالمشاركة وإحداث تغيير حتى وإن كان نسبيا

تغييرات طفيفة

أوضح الدكتور حيدر حسين أن الانتخابات العراقية قامت منذ عام 2003 على الطائفية والحزبية والمناطقية وهي تعرف باسم “المحاصصة الانتخابية” لذلك نجد صراعا بين الأحزاب وحتى داخل المكونات والكتل نفسها، ونجد بذخا كبيرا من الأموال في سبيل الدعاية والحصول على الأصوات تصل إلى حد شراء أصوات الناخبين وتقديم وعود بالتوظيف والمساعدات وغيرها.

لكن مع الملل الشعبي من تكرار هذه الوجوه الحالية ويأس الناخبين من الوعود الكاذبة ربما يستطيع الشباب الجديد إحداث نوعا من التغيير كما حدث في الانتخابات الماضية التي شهدت صعود عددا من المرشحين المستقلين أعتقد أن هناك فرصة لإحداث نوع من التغيير البسيط.

التحديات التي تواجه المشاركة

يبرز فشل الحملات الانتخابية التقليدية في جذب اهتمام الشباب، مع استمرار انعدام الثقة الكبيرة في الطبقة السياسية.
كما تؤثر الولاءات العشائرية والطائفية على توجهات الناخبين الشباب، مما يحد من إمكانية المشاركة الواسعة والمنظمة التي يمكن أن تحدث فرقاً.

Advertisement