تؤكد الأبحاث أن الهوايات وصحة الدماغ مرتبطتان بشكل وثيق، إذ تساعد الأنشطة الممتعة على تحفيز العقل وتقليل التوتر. وتشير الدراسات إلى أن الانخراط في الهوايات يعزز قدرة الدماغ على بناء روابط جديدة والحفاظ على الذاكرة.
أهمية الهوايات وصحة الدماغ
تقول البروفيسورة فونيتا دوتسون إن ممارسة الهوايات من أفضل الطرق للحفاظ على النشاط العقلي. وأوضحت أن أنشطة مثل الرسم أو عزف الموسيقى تحفز الدماغ وتعزز تكيفه. كما تقلل الهوايات من هرمونات التوتر، مما يحمي الإدراك.
تأثير التعلّم والنشاط الجديد
أشارت البروفيسورة مارغريت رايس إلى أن تعلم نشاط جديد يعزز إفراز الدوبامين. ويؤدي التكرار إلى تقوية الروابط العصبية المسؤولة عن التعلم والذاكرة، وهو عنصر أساسي للحفاظ على صحة الدماغ في مختلف المراحل العمرية.
أنشطة مثبتة لتعزيز الدماغ
- التمارين الهوائية: المشي السريع أو الطويل يحسن الوظائف الإدراكية لدى البالغين فوق الخمسين.
- الموسيقى: الاستماع أو العزف على آلة موسيقية يحافظ على نشاط الدماغ ويشرك أنظمة عصبية متعددة.
- البستنة: الزراعة تزيد من عوامل نمو أعصاب الدماغ المرتبطة بالذاكرة، كما تمنح شعورًا بالإنجاز.
- الفنون والحرف اليدوية: أنشطة مثل الرسم والتلوين تنشط القشرة الجبهية وتعزز الإبداع والاسترخاء.
- التطوع: التفاعل الاجتماعي من خلال التطوع يحسن الذاكرة والمعالجة الإدراكية بمرور الوقت.
- التطريز: الحياكة والكروشيه والتطريز تدعم الصحة العقلية والرفاهية وتزيد الشعور بالإنجاز.
فوائد مستمرة طوال العمر
توضح دوتسون أن الدماغ يحتفظ بالقدرة على التكيف عبر “اللدونة العصبية”، أي إعادة تنظيم المسارات العصبية استجابة للتجارب. وتظهر الأبحاث أن كبار السن الذين يبدأون هوايات جديدة يحققون تغييرات إيجابية في الدماغ، مثل زيادة حجم بعض مناطقه وتحسن الكفاءة الإدراكية.
وتشير الدراسات إلى أن حتى الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي أو خرف يمكنهم الاستفادة من ممارسة الهوايات وصحة الدماغ تتحسن لديهم معرفيًا وعاطفيًا.