في منحًى قانوني غير متوقّع، عادت قضية الفنان المغربي سعد لمجرد إلى واجهة الأحداث بعد كشف صحيفة لو باريزيان عن مخطط ابتزاز معقّد تورّطت فيه المدعية “لورا ب.”، ما أحدث صدمة واسعة وأدّى إلى عرقلة مسار الاستئناف الذي كان مُرتقبًا منذ أشهر . ومع تزايد عدد المتورطين واتّساع دائرة الاتهامات المتبادلة، بات الملف أكثر تعقيدا من أي وقت مضى.
ابتزاز يؤخّر جلسة الاستئناف
أشارت الصحيفة الفرنسية إلى تورّط المدعية لورا ب. في خطة ابتزاز استهدفت سعد لمجرد، ما دفع القضاء إلى تأجيل جلسة الاستئناف التي كان من المقرر عقدها في يونيو 2025.
وتشمل لائحة المشتبه بهم خمسة أشخاص إلى جانب المدعية، من بينهم والدتها ومحاميتها ومؤثرة على مواقع التواصل وشقيقها، إضافة إلى سجين مدان يُشتبه بأنه العقل المدبّر للمخطط.
ويُنتظر أن يمثل سعد لمجرد، البالغ من العمر 40 عامًا، أمام محكمة الجنايات في مدينة دراغينيان، الفرنسية بعد غد الاثنين في الأول من كانون الأول /ديسمبر، ضمن قضية تتعلق بعملية اغتصاب وقعت في سان تروبيه عام 2018. وتُفتتح الجلسات عند الثانية بعد الظهر، على أن يُعلن الحكم المتوقع يوم الخميس المقبل.
من جهته، أوضح محامي المدعية دومينيك لاردان أنّ موكلته ستتقدّم بطلب لإجراء الجلسة خلف أبواب مغلقة، مشيرًا إلى أنها عاشت “ليلة قاسية” تلتها سنوات طويلة من المعاناة والانتظار، وأنها تأمل أن يقرّ القضاء بأنها كانت ضحية، وفق تصريحه لوكالة الأنباء الفرنسية
سجل قضائي معقّد وتأجيل بلا تفسير
في فبراير 2023، قضت محكمة الجنايات في باريس بسجن لمجرد ست سنوات في قضية منفصلة تعود إلى عام 2016، قبل أن يُطلق سراحه ويستأنف الحكم في أبريل من العام نفسه.
وكان من المنتظر أن تُستأنف جلسات المحاكمة في 2 يونيو 2025، غير أنه جرى تأجيل الجلسات دون توضيح رسمي. وبعد أسابيع، تبيّن أن السبب مرتبط بكشف شبكة ابتزاز يُزعم أنها طالت الفنان، الأمر الذي أحدث هزة إعلامية وقانونية كبيرة في فرنسا والمغرب.
وكشفت التحقيقات أن الشخص الذي قدّم نفسه باسم “فنسنت” هو في الحقيقة سيريل ف.، شقيق مؤثرة شهيرة تُدعى أوفيلي ف.، وكلاهما على علاقة مع السجين سيكو م.، المدان في قضايا اغتصاب، والذي يُعتقد أنه صاحب فكرة الابتزاز.
روايات متناقضة بين المدعية ومحاميتها
إكدت لورا ب. أنها كانت ضحية استغلال نفسي من قبل محاميتها عائشة ف.، مدّعية أنها هي من اقترحت الخطة في أكتوبر 2024، مستفيدة من حالة الإرهاق التي عاشتها المدعية خلال عشر سنوات من المسار القضائي.
وبحسب لو باريزيان، فقد رفعت لورا ب. دعوى ضد محاميتها بتهمة خيانة الأمانة. لكن الأخيرة ترفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، مشيرة إلى أن لورا ووالدتها هما من طرحتا فكرة التسوية المالية. كما تتهم السجين سيكو م. بأنه “المحرّك الحقيقي” للعملية.
محاكمات منتظرة في مارس 2026
من المقرر أن يمثل ستة أشخاص أمام المحكمة الجنائية في باريس في مارس 2026، بتهمة محاولة الابتزاز. وتشمل اللائحة: لورا ب. (المدعية الأصلية)، والدتها، المحامية عائشة ف. ، المؤثرة أوفيلي ف. ، شقيقها سيريل ف. ، السجين سيكو م.
تفاصيل قضية “سعد لمجرد”
تعود تفاصيل القضية إلى أغسطس 2018، حين كانت المدعية تعمل نادلة في سان تروبيه والتقت بسعد لمجرد في أحد الملاهي الليلية. وبحسب إفادتها أمام المحققين، فإنها لم تكن تعرف هويته الفنية في البداية، رغم اكتشافها تلك الليلة أن لديه ملايين المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد أبدت إعجابها به، ثم وافقت على مشاركته مشروبًا في الفندق الذي كان ينزل فيه.
وروت في شهادتها أن لمجرد اصطحبها مباشرة إلى غرفته، حيث حاول تقبيلها، ثم. قام بالاعتداء عليها. في المقابل، أكد الفنان المغربي أن كل ما جرى تمّ برضا الطرفين.
وتمثّل هذه التطورات واحدة من أكثر المحطات حساسية في ملف سعد لمجرد، والذي أصبح يواجه تعقيدات قانونية قد تُعيد رسم ملامح القضية برمّتها في المرحلة المقبلة.




