حظي فندق عمرو دياب الجديد في الساحل الشمالي “Locanda” باهتمام إعلامي وترند غير مسبوق بعد ما أُعلن عن أسعار الإقامة الباهظة التي تترواح بين 700 و1400 دولار لليلة الواحدة في الغرفة العادية، وتصل إلى 500 ألف جنيه مصري للفيلات الفاخرة، حسب الموسم ونوعية السكن.
تفاصيل التجربة الفندقية
الفندق الذي افتتحه “الهضبة” بالتعاون مع شركة إعمار الإماراتية، يقدم تصميمًا معماريًا يميّز نفسه عن الفنادق التقليدية، مع لوبي أشبه بمتحف فني ومعارض صغيرة تتناغم مع ديكورات عصرية مستوحاة من الفن العربي والمتاحف العالمية. الفندق لا يقتصر على الغرف العادية، بل يوفّر فلل خاصة لرجال الأعمال والمشاهير، تجمع بين الخصوصية والتجربة الحصرية.
اللوبي نفسه صار حديث رواد السوشيال ميديا لجمعه بين قطع فنية نادرة وتفاصيل موسيقية، ما جعل الفندق وجهة استثنائية للباحثين عن الفخامة أو تجربة موسيقية وثقافية غير مسبوقة. ويستقطب الفندق نجومًا من عالم الفن كالمطرب محمد رمضان وشخصيات عربية وعالمية حالياً.
سياسات الدخول المثيرة للجدل
بعيدًا عن الأسعار الفلكية، أثارت سياسة دخول “Locanda” جدلاً واسعاً، إذ تعتمد قائمة انتقائية تمنع دخول أغلب المصريين، وتحصر الحجوزات في فئة معينة من الزوار أو المشاهير، ما اعتبره كثير من المتابعين “طبقية صارخة” تتنافى مع الشعور العام بأن الفنانين ملك الجمهور وليسوا فئة منعزلة.
تباينت ردود الفعل ما بين الإدانة الشديدة لهذا التمييز الذي يرون أنه يهدر قيم العدالة والاستحقاق، وآخرين يرون أن الفندق حق خاص لمالكه ويمكنه تحديد شروط القبول كما يشاء، خاصة وسط المنافسة الشرسة في قطاع السياحة الفاخرة بالساحل الشمالي لهذا الموسم. بينما انتقد البعض تصاميم الفندق واعتبرها من حيث الشكل أقل من مستوى الضجة الإعلامية المحيطة به.
تأثيرات على السوق والفن
ولم تكن هذه السياسة الفريدة غريبة، بل تُشابه سلوك بعض الفنادق والمنتجعات العالمية التي تفرض معايير مشددة لدخول العملاء، كنوع من تعزيز الرفاهية والخصوصية. إلا أن الفارق في مصر أن فنانًا صنع مجده بين جمهوره قد يتسبب بموجة استياء إذا فرض “الاستبعاد الطبقي” بهذا الشكل التصاعدي.
من ناحية أخرى، استغل عمرو دياب رواج فندقه للترويج لفكره التجاري الجديد في عالم السياحة والفن، حيث استثمر افتتاح Locanda إلى جانب فندق D.O boutiqu بالقاهرة الجديدة ودبي، مع خطط لافتتاح فرع بالرياض قريباً، ما يجعل من الهضبة أيقونة ليست فقط في الغناء بل في صناعة الفنادق الذكية والموسيقية.
مزيج بين الفن والسياحة
يشير مراقبون إلى أن تجربة “Locanda” بالمزج بين الفن والثقافة والموسيقى في بيئة فندقية ترفيهية قد تمهد لتغيرات جذرية في قطاع الضيافة المصري، وتجعل من الساحل الشمالي مركز جذب للفعاليات والمناسبات الفاخرة. أما سياسات الدخول والأسعار فقد تظل محل نقاش اجتماعي وإعلامي في ظل سعي نجوم الفن لتوسيع نفوذهم التجاري بما يتجاوز حفلاتهم المعتادة ويتداخل أكثر مع عالم الأعمال.
بهذا تصبح فنادق عمرو دياب عنوانًا للجدل حول من يحق له الرفاهية الحصرية وما مغزى حرمان الأغلبية من تجربة تُبنى أساسًا على شعبية الهضبة، وبين الحلم بالتقدم السياحي والاعتزاز بالفن المصري، يظل الساحل الشمالي هذا الصيف يشهد أشد المواسم سخونة سياحية وإعلامية.