حذّر أطباء في دولة الإمارات العربية المتحدة من تفاقم ظاهرة اصطحاب الأمهات لأطفالهن إلى صالونات التجميل النسائية لإجراء خدمات تجميلية مثل صبغ الشعر وفرده أو تسمير البشرة، مؤكدين أن هذه الممارسات تمثل خطراً بالغاً على صحة الأطفال ومناعتهم ونموهم الطبيعي على المدى البعيد.
أوضح الأطباء في تصريحات لصحيفة “الإمارات اليوم” أن العديد من المراكز والصالونات أصبحت تتساهل في تقديم خدمات غير مناسبة للأعمار الصغيرة، دون مراعاة للفروق الجسدية والنفسية بين الطفل والبالغ. بل وخصصت بعض الصالونات أقساماً للأطفال لتقديم خدمات تجميلية دون أي تصاريح رسمية لتلك الفئة العمرية.
9 مخاطر صحية ونفسية محددة
حدد الأطباء 9 مخاطر صحية ونفسية مترتبة على استخدام صبغات الشعر ومواد الفرد المحتوية على الفورمالديهايد والأمونيا والبارابين، وأجهزة تسمير البشرة. تشمل هذه المخاطر الحساسية التلامسية والإكزيما الجلدية وتهيج الجهاز التنفسي نتيجة استنشاق المواد الكيميائية.
كما تشمل المخاطر احتمالات الإصابة بسرطان الجلد جراء استخدام أجهزة التسمير، وتأثيرات سامة في الكبد والكلى، واضطرابات هرمونية، وانتقال العدوى الجلدية والفطرية والبكتيرية والفيروسية بسبب ضعف مناعة الأطفال. إضافة إلى مخاطر نفسية مثل إضعاف ثقة الطفل بنفسه وربط الجمال بالمظاهر بمعايير سطحية ضارة.
السياق الرقابي والقانوني الحالي
تأتي هذه التحذيرات في إطار تشديد الجهات الرقابية في الإمارات على مراقبة الممارسات غير المرخصة في مراكز التجميل. حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع سابقاً من الممارسات غير المرخصة في مراكز التجميل ونوادي اللياقة البدنية.
أشار الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص الدكتور أمين حسين الأميري إلى وجود ممارسات خاطئة في التدخلات التجميلية تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للمرضى، منها وجود فنيين غير متخصصين واستخدام مواد تجميلية رديئة أو مغشوشة رخيصة الثمن.
المطالبات العاجلة بالتدخل الرقابي
طالب الأطباء بضرورة تدخل عاجل من الجهات الصحية والرقابية، عبر سَنّ قوانين صارمة تمنع مراكز وصالونات التجميل من تقديم أي خدمات كيميائية أو حرارية للأطفال دون سن 18 عاماً. كما طالبوا بإطلاق حملات توعية مجتمعية للأسر وإلزام الصالونات بالحصول على تراخيص خاصة في حال تقديم خدمات للأطفال.
أكد الأطباء أن الأطفال بطبيعتهم لا يحتاجون إلى عناية تجميلية مبالغ فيها، حيث تكمن البدائل الصحية في الاكتفاء باستخدام الزيوت الطبيعية. ونصحوا الأمهات وأولياء الأمور بعدم السماح للأطفال باستخدام أي منتجات أو خدمات تجميلية من هذا النوع، حتى لو بدت غير ضارة.