استكمالاً لتحقيق مشروع الشفافية التقنية وهو – مركز معلومات وأبحاث للصحفيين والأكاديميين، وصانعي السياسات، المهتمين باستكشاف تأثير المنصات التكنولوجيا على السياسة والحياة – المتعلق بكشف التجارة المزدهرة المرتبطة بالمسلحين الحوثيين في اليمن، من خلال استخدام تطبيقات X وWhatsApp.
في الجزء الأول من التحقيق تناولنا كيف يتم استخدام منصة X، للتجارة في الأسلحة بمختلف أنواعها.
في هذا الجزء نتابع ما كشفه تحقيق مشروع الشفافية التقنية TTP، فيما يخص تطبيق WhatsApp.
الحسابات على تطبيق WhatsApp
تقرير TTP كشف أن أكثر من نصف 69 من حسابات إكس التي تتخذ من اليمن مقراً لها، والتي حددها المشروع، وجهت المشترين المحتملين إلى حسابات تجارية على منصة المراسلة WhatsApp الخاصة بـ Meta، وتروج المنصة لهذه الحسابات كوسيلة للأنشطة التجارية، “لإشراك الجماهير، وتسريع المبيعات، وتحقيق نتائج دعم عملاء أفضل”.
وكما هو معروف يمكن تنزيل WhatsApp Business مجاناً، على الرغم من أن “ميتا” تفرض رسوماً على بعض الرسائل التسويقية التي يتم تسليمها من خلال التطبيق، ولكن TTP لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت “ميتا” قد فرضت مثل هذه الرسوم على حسابات واتساب المحددة في هذا التقرير.
حساب أحد تجار الأسلحة على منصة إكس AlghylyM @ يدرج مع سيرته الذاتية وصورة ملفه الشخصي، الرقم المرتبط بحساب WhatsApp Business الذي أطلق على نفسه متجراً “لجميع أنواع الأسلحة والملحقات”، ويحتوي على كتالوج أسلحة، ويظهر موقع التاجر في صنعاء.
حساب آخر مقره صنعاء، على منصة إكس @AbdelSalamQat,، يظهر رقم واتساب، ويظهر زعيم الحوثيين مهدي المشاط وهو يطلق النار من بندقية عالية القوة، وعرض حساب واتساب كتالوجاً للأسلحة المتاحة للشراء، وأشار إلى أنه أصبح حساباً تجارياً في أبريل 2024، كما ارتبط الحساب أيضاً بصفحة على فيسبوك تبيع الأسلحة.
كذلك حساب آخر على منصة إكس لتاجر أسلحة @tsm_fry ، أشار لرقم واتساب لحساب تجاري، يقدم “أسلحة وإمدادات عسكرية”، وأعطى موقعاً في صنعاء.
وغالباً ما تخفي حسابات واتساب للأعمال هذه نشاطها قليلاً، ولكن أكثر من 28 من الحسابات ذكروا بوضوح في ملفاتهم الشخصية أنهم كانوا مكرسين لشراء وبيع الأسلحة.
أكثر من ربع حسابات متداولي الأسلحة في واتساب عرضوا بضاعتهم في كتالوجات
تقرير TTP وجد أن ما يقرب من ربع حسابات متداولي الأسلحة على واتساب (17) عرضت بضاعتها في كتالوجات، وتتيح هذه الميزة المتاحة حصرياً لمستخدمي حسابات الأعمال، للزوار عرض البضائع المتاحة وشرائها دون مغادرة منصة المراسلة.
أحد الحسابات على إكس يحمل اسم @Vulcan77140 مرتبط بملفين شخصيين على واتساب للأعمال، أحدهما يضم كتالوج بالأسلحة، وقد أدرج 4 بنادق قنص SVD عالية القوة مع مناظير، مع نص بالعربية يقول “لقد وصل العيار الثقيل”.

حساب آخر على إكس @_almntaser, مرتبط على واتساب للأعمال يتضمن عشرات الأسلحة في الكتالوج الخاص به، كانت إحدى البنادق وهي Glock، ملفوفة بجلد مخصص يصور جندياً استعمارياً أمريكياً وعبارة ” الحفظ، الحماية، الدفاع”، تضمن الجلد أيضاً صوراً لنصب لنكولن التذكاري، والبيت الأبيض، ومبنى الكابيتول.
حساب يحمل اسم @AlTalhi2tradin، مرتبط بحسابين على واتساب للأعمال مع كتالوج للبنادق والمسدسات، حساب الواتساب الذي تم إنشاؤه في يونيو 2024، يحتوي على صور ملف شخصي، وغلاف تظهر أسلحة تتطابق مع حساب تاجر الأسلحة على إكس.
حسابات واتساب وسياسة الخصوصية على التطبيق
ووفقاً لـ TTP، فيبدو أن هذه الحسابات تنتهك سياسة خدمات الأعمال في واتساب، والتي تظهر “شراء الأسلحة النارية، أو بيعها، أو الترويج لها، أو تسهيل تبادلها بأي طريقة أخرى”.
كما يبدو أيضاً أن الحسابات تنتهك سياسة التجارة الخاصة بالشركة الأم Meta، الذي يحظر “شراء، أو بيع، أو تداول للأسلحة والذخائر والمتفجرات”.
وتقول “ميتا” إنها لا تستطيع قراءة أو مراقبة رسائل واتساب، والتي يتم تشفيرها من طرف إلى طرف، لكن الشركة تقول إنها تراجع ملفات تعريف حسابات واتساب للأعمال، كما تنص أيضاً على أن يراجع كل صورة قبل إضافتها إلى كتالوج واتساب.
تساؤلات حول تطبيق Meta لسياسات الأسلحة النارية
تقرير TTP يقول، ليس من الواضح سبب تفويت أنظمة “ميتا” الآلية والبشرية لملفات التعريف المتعلقة بالأسلحة وعناصر الكتالوج الموضحة أعلاه، لكن النتائج تثير تساؤلات حول إنفاذ “ميتا” لسياسات الأسلحة النارية الخاصة بها.
عرضت بعض الكتالوجات التي فحصتها منظمة الشفافية التقنية، أسلحة تحمل علامة تجارية أمريكية، مختومة بـ “صنع في الولايات المتحدة الأمريكية”، أو “ملكية حكومة الولايات المتحدة”.

كما ارتبط أكثر 12 حساباً من حسابات واتساب للأعمال الت يتعرض أسلحة أيضاً بحسابات على انستغرام وفيسبوك، مما أثار المزيد من التساؤلات حول إنفاذ Meta ضد مبيعات الأسلحة النارية.