يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لجولة جديدة من الغارات على لبنان، نتيجة تصعيد غير مسبوق في التوتر بين إسرائيل و”حزب الله”، وبُعيد اغتيال هيثم علي الطبطبائي، رئيس أركان الحزب في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الأحد.
أكدت مصادر إسرائيلية رسمية، بينها تصريحات الجيش ومسؤولين أمنيين تم نقلها عن إذاعة الجيش الإسرائيلي وصحف إسرائيلية، أن طائرات سلاح الجو في حالة استنفار منذ ساعات، وأن وحدات الدفاع الجوي تم تعزيزها بشكل كبير على الحدود الشمالية تحسباً لأي رد من جانب “حزب الله”. تقييمات أمنية إسرائيلية ترجح احتمالية إطلاق الحزب لرشقات صاروخية على الجبهة الداخلية أو محاولة تسلل نحو المواقع العسكرية الإسرائيلية، في أعقاب عملية الاغتيال، بينما أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لا تنتظر موافقة أي طرف خارجي للرد على أي تصعيد، وأن قرارات العمل العسكري تتخذ في إطار الدفاع عن الأمن القومي.
آخر الغارات وتصاعد المواجهة
في الأيام الأخيرة، شهدت مناطق جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت سلسلة غارات استهدفت مواقع قيادية وعسكرية لحزب الله، راح ضحيتها عدد من القادة والعناصر، بينهم الطبطبائي الذي وصفه الحزب في بيان رسمي بالقائد الجهادي الكبير. أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط خمسة قتلى وإصابة ما لا يقل عن ثمانية وعشرين آخرين، فيما توالت ردود الفعل الدولية والمحلية وسط مخاوف من تحول التصعيد إلى مواجهة شاملة.
إشارات التصعيد وتوقعات المرحلة المقبلة
مصادر في القيادة العسكرية الإسرائيلية كشفت لوسائل الإعلام عن أن “جولة الإضعاف” المقبلة ضد حزب الله قد تستمر بضعة أيام فقط، وتشمل ضربات مركزة على البنى التحتية ومواقع القيادات العسكرية، بهدف تعطيل قدرات الحزب لفترة أطول. في الوقت ذاته، لم يتوقف القصف المدفعي والجوي في مناطق مختلفة من جنوب لبنان، مع تواتر عمليات الإخلاء وتحريك قوات إضافية إلى المناطق الحدودية.
مخاوف من التصعيد
الرئيس اللبناني وصف الغارات بأنها جريمة مكتملة الأركان ودليل على تجاهل إسرائيل للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها، بينما نعى حزب الله رسمياً الطبطبائي وأربعة عناصر آخرين، معلناً أنه سيرد في الوقت والمكان المناسبين. وتترقب الأوساط السياسية والأمنية الرد اللبناني، وسط دعوات لمجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لبحث التصعيد.




