أكدت السلطات الصحية الألمانية رسمياً رصد تفشٍ جديد لسلالة إنفلونزا الطيور عالية العدوى «H5N1» في مزرعة دجاج بشمال البلاد، ما أثار موجة من التحذيرات بشأن خطر انتقال العدوى إلى مزارع أخرى وللإنسان في ظروف محددة، وزيادة القلق حول الإمدادات الغذائية والصحة العامة.
المزرعة المصابة تقع ببلدة شينيفيلد شمال ألمانيا ويضم القطيع نحو 2800 دجاجة بياضة، حيث تسبب الفيروس في نفوق أكثر من 100 طائر خلال أيام قليلة. اتخذت الجهات البيطرية تدابير عاجلة تضمنت عزل المزرعة، إعدام المصابين، ووضع مناطق حماية ومراقبة بقطر عدة كيلومترات حول الموقع لرصد أي حالات جديدة ومنع انتشار الفيروس لمزارع الدواجن المجاورة.
تزامن الإعلان مع تحذيرات من خبراء أوروبيين في مجال الأمن الحيوي، إذ قد تلحق موجات تفشي «H5N1» أضراراً بالغة بسلاسل إمداد البيض والدواجن، وتؤثر مباشرة على أسعار المنتجات الغذائية. وهناك قلق بشأن احتمالية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر الاحتكاك المباشر مع الطيور المصابة، خاصة وأن بعض التحورات الوراثية للسلالة الحالية ظهرت في حالات بشرية مسجلة حول العالم، وإن كان انتقال العدوى بين البشر نادرًا حتى الآن.
رفع مستوى الإنذار
يأتي التفشي في سياق رفع ألمانيا وعدة دول أوروبية مستوى التأهب ضد إنفلونزا الطيور لهذا الموسم، خاصة مع قدوم الطيور المهاجرة التي قد تحمل العدوى وتفاقم الأزمة تدريجيًا مع دخول الطقس البارد. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا توجد علامات حتى اللحظة لانتقال فعال بين البشر للسلالة الحالية في ألمانيا، داعية المزارعين والعاملين في قطاع الدواجن لاتخاذ إجراءات وقائية مشددة تفاديًا لأي خطر محتمل.