أطلقت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” برنامجاً جديداً لإنهاء خدمة طوعية يشمل التقاعد المبكر والاستقالة المؤجلة، في إطار مواجهة تخفيضات ميزانية ناسا المقترحة. وأكدت المتحدثة شيريل وارنر أن الخطوة تهدف إلى تبسيط العمليات وتقليل عدد الموظفين، مع الحفاظ على قدرة الوكالة على تنفيذ مهامها.
تخفيضات ميزانية ناسا تدفع نحو قرارات حاسمة
حددت ناسا يوم 25 يوليو كآخر موعد لتقديم طلبات المشاركة في برامج التقاعد المبكر أو الاستقالة المؤجلة. وفقاً لصحيفة إيكونوميك تايمز، سيحصل المشاركون في برنامج الاستقالة المؤجلة على رواتبهم حتى 9 يناير 2026 رغم توقفهم عن العمل، وسيدخل أغلبهم في إجازة إدارية خلال أسبوعين من توقيع الاتفاق.
وقد تسمح الوكالة لبعض الموظفين الحيويين بالبقاء حتى الأول من أبريل أو حتى 30 سبتمبر 2026. وتتميز هذه البرامج بفترة دفع أطول مقارنة بنظيراتها في وكالات فدرالية أخرى، بحسب مجلة جوفرنمنت إكزيكوتيف.
مقترح رئاسي بتخفيضات كبيرة في الموازنة
تأتي هذه الإجراءات استجابة لمقترح إدارة ترامب بتقليص ميزانية ناسا بنسبة 24% للعام المالي 2026، مما يهدد بخفض عدد الموظفين من 17,391 إلى 11,853، أي بنسبة 32%. وذكرت مجلة سبيس أن الكونغرس لم يقر المقترح بعد، ما يترك المجال مفتوحاً للمراجعة.
تشمل التخفيضات أيضاً تقليص تمويل البرامج العلمية بنسبة 47% ليصل إلى 3.9 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ عام 1961 بعد احتساب التضخم، حسب جمعية الكواكب.
فقدان وظائف بنسب مرتفعة في المواقع الأساسية
صرحت قيادات مراكز ناسا بتوقعات لفقدان عدد كبير من الوظائف. ففي مركز جودارد بماريلاند، تشير التقديرات إلى فقدان 18% من القوى العاملة، يشمل الاستقالات المؤجلة، وتجميد التوظيف، وتناقص الموارد البشرية التقليدي.
أما مركز لانغلي في هامبتون، فمن المتوقع فقدان 672 وظيفة، ما يعني انخفاض القوى العاملة من 1,730 إلى 1,058 موظفاً، بنسبة تقارب 39%، وفقاً لمجلة فيرجينيا بيزنس.
إدارة ناسا تسعى للشفافية في المرحلة الانتقالية
أوضحت جانيت بيترو، القائمة بأعمال إدارة ناسا، أن الوكالة تعمل على تبسيط العمليات وضمان التوافق مع أولوياتها. وأكدت أن الاستقالة المؤجلة جزء من أدوات انفصال طوعية تهدف إلى إدارة التغيرات في القوى العاملة بشكل مدروس وشفاف.
أكدت بيترو، أول امرأة تتولى قيادة ناسا بصفتها القائمة بالأعمال، أن الوكالة ملتزمة بالحفاظ على التميز التقني اللازم لتنفيذ المهام. وقد تولت بيترو المنصب بعد انسحاب ترامب من ترشيح جاريد إيزاكمان لرئاسة الوكالة.
إلغاء مهام ومركبات فضائية بارزة
بحسب الوثائق الرسمية، ستؤثر التخفيضات على عشرات البرامج، من بينها إلغاء 41 مشروعاً مثل مهمة إعادة عينات من المريخ، ومهام نيو هورايزونز وجونو. كما يشمل الإلغاء مداري مارس أوديسي ومافن، اللذين يدرسان المريخ منذ سنوات.
وأعلنت جمعية الكواكب أن المرصد الشهير تشاندرا للأشعة السينية، وثماني مركبات أخرى تدرس الظواهر الكونية، مهددة بالإيقاف. كما ستُلغى عشر مهام تراقب الشمس والأرض، إلى جانب نحو 12 مهمة بيئية متعلقة بكوكب الأرض.




