أجبر النقص الحاد في المأوى والمرافق الأساسية في مخيمات اللاجئين المكتظة بالنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة العديد من العائلات التي فرت من مدينة غزة خلال الأيام الماضية على العودة إليها رغم استمرار القصف الإسرائيلي والمجاعة.
أوضاع مأساوية في المخيمات الساحلية لغزة
وقال سكان لوكالة رويترز إن الأوضاع المزرية في المخيمات الساحلية المكتظة دفعت بعض النازحين من مدينة غزة خلال الهجوم الإسرائيلي الجديد عليها للعودة إلى المدينة التي تكابد المجاعة وتتعرض للقصف المستمر.
وأوضحت منظمات الإغاثة أن النازحين يبحثون بشكل رئيسي عن مأوى إما في المنطقة الساحلية غرب مدينة غزة مباشرة أو في مخيم المواصي المترامي الأطراف على طول الشواطئ والأراضي الزراعية جنوب القطاع.
وقال محمد الشريف الذي غادر حي الصبرة في مدينة غزة مع عائلته يوم الاثنين بعد إلقاء الطائرات الإسرائيلية منشورات تطلب من المدنيين الإخلاء: “إليّ يومين في الشمس بدور عم مكان مش لاقي، انجبرت الحين أخد أغراضي وأرجع لغزة لأن ما إلي مكان ولا إلي مأوى”.
عوائق النزوح من غزة وتكاليفه الباهظة
يواجه النازحون عوائق جمة في الانتقال داخل قطاع غزة، حيث أصبح التنقل بطيئاً ومكلفاً نتيجة تدمير العديد من المركبات ونقص البنزين.
وقالت فريال الضادة التي حاولت النزوح جنوباً: “روحنا على الجنوب ما لقيناش مكان، ضلوا يحكولنا بدك مصاري وإحنا ما عناش، بدك 3 آلاف أو 4 آلاف شيكل عشان توصل هناك، وما فيش أرض إلا بفلوس – عشرة شواكل المتر – وإحنا ما عناش”.
وأضافت: “طردونا من خانيونس، قالولنا ما فيش مكان ولا مساحة إلنا، ضلينا خمسة أيام تحت الشمس، بلا أكل بلا شرب، ما قدرتش أتنفس من الغبار والحر”.
ازدحام شديد في مخيمات الجنوب
وتشهد منطقة المواصي التي أعلنتها إسرائيل منطقة إنسانية ازدحاماً شديداً، حيث تكتظ بالخيام على طول الساحل والأراضي الزراعية.
وقال أبو فادي أبو عودة وهو يجلس في خيمة بالمواصي: “هدول الناس اللي نزحوا كمان جديد علينا في المناطق اللي احنا نازحين فيها، فيش مكان لهم يسكنهم، يعني الناس صارت تتقاتل مع بعض”.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي راجعتها رويترز مساحات شاسعة من مخيم المواصي مليئة بالخيام حتى قبل وصول النازحين الحاليين، كما أظهرت زيادة في المساحة التي تغطيها الخيام بين 20 أغسطس و10 سبتمبر على طول الساحل.
أوامر إخلاء إسرائيلية شاملة لسكان مدينة غزة
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر الثلاثاء إلى جميع سكان مدينة غزة لإخلائها فوراً والنزوح جنوباً، متوعداً أنه يستعد للعمل “بقوة كبيرة” في المدينة.
وتقدر الجمعيات الإنسانية أن حوالي مليون فلسطيني يعيشون في مدينة غزة.
وسجلت مجموعة إدارة المواقع، وهي ائتلاف من الجمعيات الإنسانية التي تتتبع حركة النزوح في غزة، نزوح 25 ألف شخص آخرين من المدينة معظمهم إلى الجنوب في الفترة بين 7 و10 سبتمبر، بينما قدر الجيش الإسرائيلي عدد من فروا من مدينة غزة بـ200 ألف شخص وفقاً لتايمز أوف إسرائيل.