أدان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة 2025، الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة في بيان تاريخي وافقت عليه الولايات المتحدة الأمريكية، مما يمثل موقفاً استثنائياً للإدارة الأمريكية تجاه حليفتها إسرائيل، بحسب رويترز.
بيان مجلس الأمن والموقف الأمريكي الاستثنائي
وصدر البيان بموافقة إجماعية من جميع الدول الأعضاء الخمس عشرة في مجلس الأمن، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تشكل تقليدياً درع الحماية لإسرائيل في الأمم المتحدة.
ولم يذكر البيان إسرائيل بالاسم، لكنه أدان بوضوح “الهجمات الأخيرة في الدوحة، أرض الوسيط الرئيسي”، وأعرب عن “أسفه العميق للخسائر في الأرواح”.
وأكد البيان الذي صاغته بريطانيا وفرنسا أن “أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد وعبروا عن تضامنهم مع قطر”، كما “أكدوا على دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
تداعيات الهجوم الإسرائيلي على المفاوضات
البيان الأممي أكد أن “إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم من قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة يجب أن يظل أولويتنا القصوى”.
وكان الهجوم قد استهدف قادة حماس أثناء مناقشتهم اقتراح الرئيس ترامب الأخير لوقف إطلاق النار.
وهدد الهجوم بعرقلة جهود الوساطة التي تقودها قطر بين إسرائيل وحماس، حيث صرح رئيس الوزراء القطري أن بلاده “تعيد تقييم كل شيء” يتعلق بدورها كوسيط في المحادثات.
الأهمية التاريخية لقرار مجلس الأمن
ويمثل تأييد الولايات المتحدة لبيان مجلس الأمن المدين لإسرائيل سابقة استثنائية، إذ تقوم واشنطن عادة بحماية حليفتها إسرائيل في الأمم المتحدة.
ويعكس هذا الموقف استياء ترامب العميق من تصرف نتنياهو الأحادي الذي وضع الولايات المتحدة في موقف محرج أمام حليفتها قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
كما يشير الحدث إلى تصدع محتمل في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، خاصة بعد أن هدد نتنياهو بتكرار مثل هذه الهجمات رغم مطالبة ترامب الصريحة بعدم التكرار.
الموقف الأمريكي المتناقض بشأن هجوم الدوحة
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه الشديد من الهجوم، وأجرى اتصالاً هاتفياً “حاداً” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أخبره فيه أن القرار “لم يكن حكيماً”، وطالب ترامب نتنياهو صراحة بعدم تكرار مثل هذا الهجوم على الأراضي القطرية.
وصرح ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” أن “الهجوم على قطر قرار اتخذه نتنياهو وليس لي دخل به”، مضيفاً أن “الهجوم الأحادي على قطر، دولة ذات سيادة وحليف قوي للولايات المتحدة، لا يحقق أهداف إسرائيل أو أمريكا”.
وأكد الرئيس الأمريكي لأمير قطر ورئيس وزرائها أن “مثل هذا الأمر لن يحدث مرة أخرى على أرضهم”، ووجه وزير الخارجية ماركو روبيو لإتمام اتفاقية التعاون الدفاعي مع قطر.